أسرار تسليح المقاومة الفلسطينية/ يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية لليوم الخامس على التوالي، حيث تشهد المدينة ومخيمها بين الحين والآخر اشتباكات وأصوات انفجارات تهز المنطقة.
أسرار تسليح المقاومة الفلسطينية
ووفقًا لتقرير من الجزيرة، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه منذ بدء عمليته المسماة “المخيمات الصيفية” يوم الأربعاء الماضي، فجرت الفصائل العسكرية الفلسطينية عدة عبوات ناسفة في مركبات الجيش الإسرائيلي، مما أسفر عن إلحاق أضرار ببعضها وإصابة عدد من الجنود.
وفي ظل فشل إسرائيل في تحقيق نتائج حاسمة في المعارك بشمال الضفة الغربية، ووقوعها في كمائن الفصائل الفلسطينية، يطرح سؤال قديم ومهم: كيف يحصل المقاتلون الفلسطينيون على الأسلحة والمعدات و ماهي الـ أسرار تسليح المقاومة الفلسطينية في الضفة؟ وكيف يصنعون العبوات الناسفة؟
مصادر مختلفة لتوريد الأسلحة
يعيش سكان الضفة الغربية تحت تدابير أمنية وعسكرية مشددة مع سيطرة إسرائيلية محكمة على المعابر والمداخل والمخارج. ويوجد أكثر من 700 حاجز عسكري في أنحاء الضفة الغربية.
من الواضح أن الفصائل المسلحة الفلسطينية لا تفصح عن مصادر تسليحها أو طرق تصنيع المتفجرات، لكن من خلال متابعة ما يُنشر في وسائل الإعلام العبرية وتصريحات الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى آراء بعض الخبراء، يمكن الحصول على صورة أوضح.
في هذا السياق، قال اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي: “الاحتلال هو الدافع الرئيسي لتشكيل الكتائب والمقاومة وتكوين القوى لحماية الشعب. لم ينتهِ أي احتلال بدون مقاومة أو تشكيل مجموعات مسلحة.”
وفيما يتعلق بمصادر الأسلحة، أضاف الشرقاوي: “سوق السلاح في الضفة الغربية مفتوح، وهو بالتأكيد سوق إسرائيلي.
فالتجارة السرية والسوق السوداء في إسرائيل هي المصدر الرئيسي للأسلحة التي تصل إلى الضفة الغربية، بما في ذلك ما يصل إلى المقاومة والقبائل.”
وأشار الشرقاوي إلى أن الفصائل الفلسطينية، بعد 76 عامًا من النكبة و56 عامًا من احتلال الضفة الغربية، أصبحت تمتلك الخبرة الكافية في كيفية تأمين أسلحتها دون الكشف عن مصادرها.
وفيما يخص مصادر المواد المتفجرة، أوضح أن إسرائيل صرحت بشكل واضح بأن المواد الخام متاحة في السوق، وأن طرق تصنيعها متوفرة عبر الإنترنت.
وأضاف الشرقاوي أن إسرائيل أشارت سابقًا إلى مصادرة الأسمدة والمنتجات الزراعية بذريعة أنها تُستخدم كمواد أولية لتصنيع المتفجرات.
أما الخبير في الشؤون الإسرائيلية عمر جعارة، فقد ذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تروج لفكرة أن الأسلحة تأتي من إيران عبر الأردن، مما يعد اتهامًا صريحًا للأردن، رغم وجود اتفاقية وادي عربة بين الجانبين. كما يزعم الاحتلال تهريب الأسلحة عبر ممر صلاح الدين بين مصر وغزة.
واختتم جعارة بالقول: “إلى جانب تهريب الأسلحة عبر الحدود، الذي لا يمكن إنكاره، فإن مصدرًا مهمًا آخر لتوريد الأسلحة هو ‘المنظمات الإجرامية الإسرائيلية والفلسطينية’، التي تجني أرباحًا اقتصادية هائلة من هذه التجارة.”