آراء ومقالاتسياسة داخليةکویت

مقالة فكاهية حول قنبلة البدون في الكويت!

قنبلة البدون في الكويت/ لو تخيلت للحظة أنك تعيش في بلدٍ أنت جزء من نسيجه منذ 70 عاماً، لكنك لا تملك “ورقة” تثبت ذلك… فمرحباً بك في نادي “البدون” الكويتي! نادٍ غير رسمي، بالطبع، لأن الأعضاء الرسميين يحتاجون إلى أوراقٍ تثبت وجودهم أولاً!

قنبلة البدون في الكويت!

الحكومة الكويتية، التي تشتهر بكرمها وحنكتها السياسية، قررت أن تتعامل مع ملف “البدون” كمسابقةٍ وطنية في تعقيد الإجراءات الإدارية: “من يستطيع تحويل قضية إنسانية إلى لغزٍ قانوني؟”.

المظاهرات البدون السلمية في الكويت

الفائزون؟ لا أحد! والخاسرون؟ آلاف البشر الذين يعيشون على هامش الحياة بلا جنسية، بلا حقوق، وبلا أمل في أن يُحسبوا جزءاً من الأرض التي وُلدوا فوقها.

المفارقة الكوميدية هنا أن الدول الأوروبية، التي تُلام عادةً على عنصريتها، تسابق الزمن اليوم لاستقطاب اللاجئين والمهاجرين باسم “الإنسانية” (واسم “اقتصادنا يحتاج لأيدٍ عاملة رخيصة أيضاً”).

بينما الكويت، الغنية بالنفط والفخامة، تتعامل مع سكانها غير المرغوب فيهم وكأنهم قطع أثاث قديمة يجب التخلص منها قبل الانتقال إلى المنزل الجديد!

السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا فعل هؤلاء “البدون” طوال 70 عاماً؟ ربما نسوا تقديم طلب الجنسية لأنهم كانوا مشغولين ببناء الكويت الحديثة؟

لكن لا تظنوا أن القضية مجرد دراما إنسانية محلية. هي أشبه بـ”قنبلة موقوتة” مكتوب عليها: “اضغط هنا لزعزعة استقرار الكويت”.

اقرأ ايضاً
اسرائيل في الخليج/هل الدول الخليجية تربح من وجود الإسرائيلي في المنطقة؟

مظاهرات البدون علي وشك الانتفاضة

أي دولةٍ خارجيةٍ تريد أن تلعب دور الشرير في فيلم أكشن سياسي، يمكنها بسهولة استخدام ملف “البدون” كأداة ضغطٍ إعلاميٍ أو دبلوماسي. تكفي تغريدة واحدة من سفيرٍ أوروبي تُهّول فيها معاناة “البدون”، لتحويل الكويت إلى محور انتقاداتٍ عالمية. والسؤال: لماذا تنتظر الحكومة حتى تُفَعَّل القنبلة؟

الحل بسيطٌ كفكاهةٍ سوداء: منح “البدون” حقوقاً أساسية كالهوية والرعاية الصحية والتعليم. لكن يبدو أن البيروقراطية الكويتية ترى في ذلك تحدياً وجودياً: “كيف نعترف بوجود من يعيشون بيننا منذ عشرات السنين؟ هذا سيشجع الآخرين على القدوم إلى الكويت… في القرن الثاني والعشرين!”

ختاماً، إن كانت الكويت تريد حقاً تفادي أن تُذكر في كتب التاريخ كدولةٍ عالجت مشكلاتها بإلقاء الغطاء عليها، فربما عليها أن تتعلم من أخطاء الآخرين. فـ”البدون” اليوم ليسوا مجرد أرقاماً في ملفاتٍ متربة، بل هم ورقة ضغطٍ جاهزةٌ للعب، وقنبلةٌ موقوتة… والساعة تدق!

مظاهرات كويتية لقضية البدون

ملاحظة أخيرة: إذا استمر الوضع على هذا المنوال، فسنحتاج إلى فيلم وثائقي بعنوان “الكويت والبدون: سبعون عاماً من التجاهل… وبطولة في انتظار الحل”. المشاهدون سيكتشفون أن الكوميديا السوداء ليست في السينما فقط، بل في واقعٍ نعيشه بكل أسف!

المصدر: كويت٢٤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى