إحدى ثمرات عملية طوفان الأقصى الملحوظة هي نزوح عشرات الآلاف من الصهاينة، حادثة أزالت أسطورة “إسرائيل بلد آمن لليهود” إلى الأبد.
منذ اليوم الذي وضع فيه المحتلون الصهاينة قدميهم في فلسطين، كان سكان هذه الأرض هم دائماً المقيمين الأصليين الذين ذاقوا مرارة النزوح وأجبروا على ترك مدنهم وقراهم. ووفقًا لأحدث التقديرات، اضطُر حوالي ستة ملايين فلسطيني لترك منازلهم منذ بداية الاحتلال.
ثمرات عملية طوفان الأقصى
ومثلما تُعتبر عملية “طوفان الأقصى” غير المسبوقة في حجمها وشدتها ونتائجها، أدت إلى حدوث حدث غير مسبوق آخر، وهو نزوح حوالي نصف مليون مستوطن صهيوني. هذه الحادثة تحدث لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني و تعتبر من أهم ثمرات عملية طوفان الأقصى و بل أهم ثمرات المقاومة ضد الاحتلال.
كم عدد الذين فروا من المستوطنات؟
ووفقًا لوزارة الحرب الإسرائيلية و كاحدى ثمرات عملية طوفان الأقصى، تم إجلاء حوالي 16 ألف مستوطن من 25 مستوطنة وكيبوتس حول غزة، وتم إجلاء 27 ألف شخص أيضًا من المناطق القريبة من الحدود اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، بدأت عمليات إجلاء حوالي 23 ألف شخص من مستوطنة “كريات شمونا” التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن الحدود اللبنانية. أعلنت السلطات الاحتلالية أيضًا يوم الاثنين أن سكان 14 مستوطنة أخرى على الحدود اللبنانية – ويُقدر عددهم بحوالي ألف شخص – سيتم إجلاؤهم.
وفقًا لصحيفة تايمز الإسرائيلية احدى ثمرات عملية طوفان الأقصى هي أن يجب نقل حوالي 36 ألف شخص من سكان سديروت و 18 ألف شخص في 29 مستوطنة تبعد بين أربعة إلى سبعة كيلومترات عن غزة إلى مناطق أكثر أمانًا.
مستوطنات أو مدن أشباح؟
هروب عشرات الآلاف من المستوطنين الصهاينة من مناطق حول غزة أثر بالغ على الكثيرين، وقد أذكت ذلك ذكريات التهجير الواسع للمستوطنات في منطقة غزة عام 2005. في هذا العام، تم إجلاء جميع المستوطنات الاحتلالية، بما في ذلك 25 مستوطنة تضم حوالي 8500 شخص، واضطرت إسرائيل إلى إعادة غزة إلى الفلسطينيين.
بعد انسحاب نظام إسرائيل من غزة، قام المحتلون بزيادة عدد المستوطنات المحيطة بها، بما في ذلك 50 مستوطنة وكيبوتس، تغطي مساحتها 40 كيلومتر مربع، ووفقًا لآخر الإحصائيات لعام 2019، يبلغ إجمالي السكان الصهاينة في هذه المستوطنات حوالي 55 ألف شخص.
المستوطنين يحجزون الفنادق!
صرح رئيس اتحاد الفنادق في نظام إسرائيل أن نصف غرف الفنادق تم تخصيصها للأشخاص الذين نزحوا من المناطق المحيطة بغزة.
وفي هذه الأثناء، صرح العديد من سكان المستوطنات المحيطة بغزة أنهم لم يعدوا على استعداد للعودة إلى منازلهم. تحولت مدينة سديروت في شرق غزة، وفقًا لوسائل الإعلام العبرية، إلى “مدينة الأشباح”. كما هرب العديد من السكان في عسقلان، الذي يُعتبر أكبر مدينة قريبة من غزة والتي تقع في شمال المنطقة، حيث قرر عشرات الآلاف من بين 157 ألف ساكن مغادرة منازلهم بعد الهجمات الصاروخية.
جزء كبير من المستوطنين الصهاينة الذين يعيشون في المستوطنات المحيطة بغزة فروا باتجاه مدينة إيلات في جنوب فلسطين المحتلة، إلى الدرجة التي أصبحت جميع فنادق المدينة مكتظة بالزوار.
صحيفة معاريف: ابنوا مخيمات للنازحين
كتبت صحيفة “معاريف” حول هذا الموضوع، أن رئيس مجلس مدينة إيلات طلب من حكومة نتانياهو بناء مخيم للنازحين في مدخل المدينة بمساحة 150 ألف متر مربع. في حال بناء مثل هذا المخيم، يجب القول إن الصهاينة سيذوقون طعم النزوح لأول مرة بفضل بطولات مقاتلي المقاومة.
إن أولى التأثيرات لهذه الأحداث هي تشديد هجرة الصهاينة المعاكسة من الأراضي الفلسطينية المحتلة التي زادت خلال السنوات الماضية. عبور قوات حماس لحاجز الأمن الإسرائيلي البالغ تكلفته مليار دولار كان له رسالة واضحة للصهاينة وهي “فلسطين ليست آمنة لكم، عدوا إلى بلدكم الحقيقي”.
الآن يعلم المستوطنون بوضوح أنه بغض النظر عن النظام المتقدم الذي يمتلكه جيش إسرائيل، فإن فلسطين المحتلة لا تزال غير آمنة؛ كما قال “يوسي ورتر” كاتب صحيفة “هاآرتص” في السابع من أكتوبر: “اليوم، أهانت إسرائيل وخسرت… أظهرت حماس أن الملك عريان!”.