على إثر نشر مقطع فيديو يظهر لحظات بطولية لـ الشهيد الذي استشهد وهو ساجد في خان يونس، جنوب قطاع غزة، تفاعلت جماهير على وسائل التواصل الاجتماعي. يُظهر الفيديو المقاوم وهو يحتمل آلامه بعد إصابته، حيث استطاع أن يصل إلى الأرض ويؤدي سجدته الأخيرة قبل أن تخرج روحه من جسمه الشريف.
وفقا لما نقلته المواقع الاخبارية الفلسطينية، اسم الشهيد الذي استشهد وهو ساجد، هو “تيسير ابوطعيمة” و هو كان حافظ للقرآن الكريم و اماما لمسجد في غزة.
الشهيد الذي استشهد وهو ساجد
ألقت طائرة إسرائيلية بظلالها على المقاوم وسط تحركاته، ورصدت لحظاته الأخيرة و كان الشهيد تيسير ابوطعيمة ينتقل بحذر قبل أن يتعرض للهجوم. في تلك اللحظات الحرجة، تمكن المقاوم من التفاعل بشجاعة، حيث جاوز تحدياته الجسدية ليسجد ويختم رحلته وقدمه لله وهو في وضع السجود.
في تفسير لهذه اللحظات البطولية، سائل مستخدم باسم يوسف الدموكي، عن ماذا كان يفكر المقاوم في تلك اللحظات الفارقة. هل كان يفكر في معركته واستعداده للقتال، أم كان يتأمل في اللحظة الأخيرة ويستحضر ذكر الله ورغبته في الثأر؟ وفي تلك اللحظات الفارقة، وجد المقاوم نفسه أمام خيارات مصيرية، حيث لا مفر إلا إلى السماء ولا مأوى يمكنه اللجوء إليه في الأرض.
وفي توصيف لحالة الشهيد البطل، قال المستخدم باسم الدموكي؛ إنه احتضن شهادته بين جنبيه وسار باتجاه مصيره مدركًا أن الموت لاحقه. وفي تلك اللحظة الحاسمة، كأن الموت كان يُستأذن ويُمهل له ثوانٍ قليلة قبل أن يرتقي إلى آخر مرحلة، وفي هذه اللحظات الأخيرة تصيبه الآلة الغادرة، مؤكدًا على شجاعته وقوة تحمله للمصير المحتوم. انخرط المقاوم بسرور في أحضان الأرض، مقدمًا سره الأخير وهو في وضع السجود، محتسبًا اللقاء مع الله.
أكد اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن الفيديو الذي نشرته قوات الاحتلال الإسرائيلي يظهر تدمير نفق وتأثيره على المباني السكنية القريبة، باحتجاجهم بأنهم استهدفوا شقة يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يمثل عملاً جبانًا. وشدد على أنهم سيندمون على نشر الفيديو الذي يظهر استهداف أحد أفراد المقاومة بواسطة طائرة مسيرة.
فايز الدويري أشار إلى أن هذا العمل العسكري يظهر استهدافًا غير عادل وغير إنساني، مُبرزًا أن الاحتلال يستخدم التكتيكات العسكرية بشكل استفزازي، ويستغل الوسائط الإعلامية لنشر مشاهد التدمير بهدف تبرير أفعالهم.
وفي تصريحه، أكد الدويري على أن هذا العمل الجبان لن يغير من إرادة المقاومة واستمرارها في مواجهة الاحتلال. كما أشار إلى أن الاحتلال سيكون مضطرًا لتحمل عواقب أفعاله والتصدي للرد الحازم من قبل المقاومة.