في مقابلة حصرية مع كويت 24، قيم دكتور مازن محمد المطيري خبير في شؤون غرب آسيا التفاهم السعودي الايراني بأنه فشل للسياسة الأمريكية الإقليمية والدولية وأضاف: التفاهم السعودي الايراني هو مقدمة لمزيد من النجاحات في سياسة ايران الخارجية.
التفاهم السعودي الايراني
وفي حديث لـ “كويت 24” قال هذا الخبير في شؤون غرب آسيا: “بنيامين نتنياهو” رئيس وزراء النظام الصهيوني كان يحاول نقل الأزمة من داخل الأراضي المحتلة إلى خارج الحدود مع تحالف عربي – صهيوني، لكن التطورات الأخيرة أظهرت عدم اهتمام الدول العربية، خاصة دول الخليج، بلعب دور في سيناريو النظام الصهيوني لمواجهة إيران.
وأضاف: إن معظم تصرفات نتنياهو وكلماته حول التحالف مع العرب لم تكن أكثر من خدعة سياسية، واتفاق طهران والرياض أخذ ورقة اللعب هذه منه، وهذا التطور أظهر أن سياسة إيران الخارجية هي سياسة تقدمية.
دكتور المطيري قيم سياسة الجوار باعتبارها محور السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الحالية وتابع: الاتفاق مع الرياض هو نجاح كبير لخطة السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية لأن الدول الخارجية كانوا يظنون بأنه حتى لو استطاعت طهران إقامة علاقات جيدة مع جيرانها، لا تستطيع المملكة العربية السعودية الوصول إلى توازن مع منافستها التقليدية.
واعتبر أن السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الحالية تقوم على العقلانية لتأمين المصالح الايرانية وأضاف: التفاهم السعودي الايراني هو بداية نجاح سياسة إيران الخارجية فيما يتعلق بالدول العربية المجاورة لأن جزء كبير منها يتكيف. سياستهم الخارجية وفق بوصلة السياسة الخارجية السعودية ، وبالتأكيد ستستفيد سوريا ولبنان ودول أخرى في المنطقة من فوائد هذا الاتفاق.
وأشار هذا المحلل السياسي إلى موضوع الحرب في اليمن خلال جولات المفاوضات الخمس بين طهران والرياض في بغداد وأضاف: في هذه المفاوضات أوضحت إيران للجانب السعودي أن الحوثيين اليمنيين هم حركة مستقلة للدفاع عن حقوق شعب هذا البلد، والسعودية مقتنعة بأنها لا تستطيع أن تجعل العلاقات الطيبة مع طهران مشروطة بوقف حركة الحوثيين في اليمن.
حتى الدول التي تعتمد كليًا على أمريكا أدركت تراجع هذا البلد
قال هذا الخبير في الشؤون الدولية: إن اتفاق طهران – الرياض يمكن أن يدفع السعودية إلى التحرك بسرعة نحو وقف دائم لإطلاق النار وإحلال السلام في اليمن، الأمر الذي سينتج عنه فتح حدود البلاد البرية والجوية والبحرية ووصول المساعدات الدولية إلى اليمن لإنقاذ اليمن من كارثة وأزمة إنسانية.
و حول وساطة الصين في هذا التفاهم السعودي الايراني، أضاف: هذا يدل على أن نفوذ أمريكا الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بالحلفاء التقليديين للبلاد، قد تضاءل كثيرًا.
وبحسب قوله، فقد أظهرت الصين أنها إلى جانب التنافس في المجال الاقتصادي، دخلت في منافسة سياسية مع أمريكا، حتى في الدول المتحالفة والمعتمدة على واشنطن.
وقال هذا الخبير في شؤون منطقة غرب آسيا: إن الوساطة الصينية أظهرت أنه حتى الدول التي تعتمد كلياً على الولايات المتحدة قد أدركت تراجع هذا البلد وهذا الوضع يشير إلى فشل السياسات الإقليمية والدولية للولايات المتحدة.
وقال: لقد حدثت تغييرات جوهرية في هندسة النظام العالمي الجديد، والدول التي يمكن أن تعمل بشكل مستقل في الوضع الحالي ستكون بالتأكيد قادرة على أن يكون لها تأثير كبير على الهندسة المستقبلية للقوة العالمية.