ربما يشعل نار الحرب بين ايران و أذربيجان/ تعرف على ممر زنجزور
المنطقة على خط النار الايراني. غبار الحرب بين ايران و أذربيجان يقترب منها و ما نعرفه من ايران هي لا تنتظر حتى نهاية الصراع ارمينيا و اذربيجان لتتدخل لتغيير مساره لصالحها.
الحرب بين ايران و أذربيجان
اردوغان يهدد وباكو تستعد وارمينيا تثير القلق. ممر بري يضم بضعة كيلو مترات. قد يشعل الحرب بين ايران و أذربيجان في قلب اسيا.
و اما الطرف الاخرى اذربيجان و ارمينيا. ايران من جهة و تركيا من جهة اخرى. و ممر زنجزور من جهة الذي قد يشعل فتيل الحرب بين ايران و أذربيجان و انقرة ترى بالمشروع توحيدا للامة التركية. وارمينيا تماطل حتى ترضى ايران. اما طهران فتريد تأديب باكو والحصول على الامتيازات التي تريدها.
في المكان المنسي بالعالم تحدث العجائب. و نحن الذي سنروي لك ماذا يدور في تلك البقعة الذي ربما سيؤدي الى الحرب بين ايران و أذربيجان.
فور فوزه بالانتخابات الرئاسية استقل الرئيس التركي رجب طيب اردوجان طائرته ليتجه الى الدولة الحليفة الابدية لتركيا وهي اذربيجان. التي وقف دائما في حربها امام ارمينيا. خلال عودته وفي قلب الطائرة التي تنقله اطلق بعض التصريحات التي اعادت قضية النزاع للواجهة من جديد. وهذه المرة ذكر ايران.
وهنا تبدأ قصتنا لليوم. اردوغان قال امام الصحفيين : “المشكلة في مشروع ممر زنجور لا تتعلق بارمينيا وانما بايران. موقف ايران السلبي هذا يزعج ويزعج اذربيجان ومن المفترض ان يزعجها هي ايضا. موافقة طهران على فتح ممر زنجزور ستسهم في التكامل بين ايران وتركيا واذربيجان. وربما يتم فتح طريق بين بكين ولندن”.
ممر زنجزور هو الكلمة المفتاحية في قصة الحرب بين ايران و أذربيجان. ففي مايو من العام الفين وثلاثة وعشرين. اعلن الرئيس الاذربيجاني الهام علييف الاتفاق مع الرئيس الارمني نيكول باشنيان على فتح ممر من جديد. في خطوة وصفت بالنقلة النوعية في العلاقات بين البلدين. التي لطالما كانت متوترة ويتخللها الكثير من الاشتباكات والحروب.
لكنها انتهت بحلول العام الفين وعشرين بعدما استعادت اذربيبدجان الاراضي التي كانت تسيطر عليها ارمينيا. ولنفهم القصة كلها دعونا نعود للخريطة. الاراضي الارمينية تلك تفصل بين اذربيجان واقليم نخت شيفان وهو اقليم لاذربيجان لكنه يتمتع بالحكم الذاتي. وفي ذات الوقت هو ملاصق لتركيا.
ما يعني انه النقطة الوحيدة التي تربط تركيا باذربيجان. الا انه لا يرتبط باذربيجان لذلك لابد من وجود ممر يربط بين الارضين. ولهذا وبعد انتصار اذربيجان في حرب الفين وعشرين واستعادتها اكثر من مائة وثلاثين كيلومتر من اراضيها المحاذية لايران بدأت البحث عن فوز جديد الذي ربما سينتهي بتدميرها خلال حرب ايران و اذربيجان، وهو فتح ممر زنج زور الارميني الرابط بينها وبين الاقليم.
وذلك من خلال شريط يبلغ طوله اربعين كيلو مترا. ويمر من الاراضي الارمينية وتحديدا من منطقة زنجزور. في المادة التاسعة من اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقع بين ارمينيا واذربيجان عام الفين وعشرين ذكرا ما يلي. يجب الغاء حظر جميع الروابط الاقتصادية والنقل في المنطقة على ان تظم جمهورية ارمينيا امن اتصالات النقل بين اذربيجان وجمهورية نخت شيفان الاذربيجانية. ومن تلك المادة تؤكد باكو ان من حقها استخدام ممر زنك زور لربط اراضيها.
روسيا التي لم تؤكد تفاصيل تلك المادة لا تمانع ابدا فتح المعبر. على الرغم من كونها حليفة قوية لارمينيا. لكنها ترى في فتح المعبر خطوة مهمة لتثبيت الاتفاق. حتى انها عرضت نشر الروسية لحفظ السلام في المنطقة و لعبت دور جيد لممانعة اندلاع الحرب بين ايران و أذربيجان. اما تركيا حليفة اذربيجان فترى بالمعبر خطوة مهمة للغاية. لاعادة احياء ما اسمته انقرة امبراطورية العثمانية. حيث سيعزز الممر اتصال تركيا بريا بدول اسيا الوسطى ذات العرق التركي الطاغي بشكل كبير.
وفي ذات الوقت سيؤكد دور تركيا كقيادة قوية لمنطقة اوراسيا التركية. ويعيد قوة منظمة الدول التركية العثمانية من جديد. عن المكاسب الاقتصادية التي ستدر على الجميع. حيث لن يتم اجبار احد على المرور بايران ودفع الرسوم للوصول لاذربيجان او تركيا بالعكس كما سيسهل نقل البعض بين قارتي اسيا واوروبا. وفي ذات الوقت يعزز دور تركيا كمركز لنقل الطاقة والبضائع.
واخيرا ستتقلص المسافة بين اذربيجان وتركيا. حيث سيكون الخط الجديد اقصر من خط سكة الحديد الممتدة من قارص التركية مرورا بالعاصمة الجورجية تبيليسي وصولا للعاصمة الاذرية باكو. فهو سيأتي من باكو الى الاقليم الاثري ومن ثم مدينة قارص التركية. الى هنا يبدو المشروع مفيدا للجميع ولكن ما رأي ارمينيا؟
ارمينيا التي وقعت على الاتفاق مع اذربيجان لا تظهر رفضا حقيقيا لفتح الممر. خصوصا بعد انشغال روسيا بالحرب في اوكرانيا. لكنها الان تعاني من مشكلة اكبر. وهي ان حليفتها ايران ترفض فتح الممر. فطهران لعبت دورا محوريا منذ سنوات طويلة في دعم ارمينيا بحربها ضد اذربيجان وكانت الدولة الاكثر وقوفا معها بالعلن الذي وصل الى حد ما قال بعض مسؤولي الأذربيجانيين أن هذا هو الحرب بين ايران و أذربيجان. على عكس روسيا التي اتجهت في كثير من الاوقات للسياسة والتفاوض. لذلك ترى ارمينيا في ايران حليفا استراتيجيا مهما لها. وعليه تراجعت عن فكرة فتح المعبر.
والى هنا نصل سؤال المهم لماذا ايران لا تشتاق لفتح ممر زنجزور؟ رفض ايران الذي ربما سيؤدي الى الحرب بين ايران و أذربيجان و من ثم الى حرب شاملة بالمنطقة يعود لعدة اسباب منها قلق طهران من طموحات اردوغان المدمرة.
وبذلك سيكون موقفها السياسي ضعيفا للغاية. في حال اتفقت ارمينيا مع الطرفين دون وجودها. كما ان فتح المعبر سيقوي دور تركيا في اسيا الوسطى. وهو امر ترى فيه تهديدا للامن القومي لها. اذ تتصل جمهوريات اسيا الوسطى باذربيجان عبر بحر قزوين واذا اصبح اتصال بري مباشر بين اذربيجان وتركيا فهذا يعني فتح الطريق بين اسيا الوسطى واوروبا دون المرور بروسيا او ايران. ويضاف لذلك خسائرها الاقتصادية من ذلك الممر.
ففي حال فتحه ستتوقف القوافل التركية من المرور بالاراضي الايرانية. والنقطة الاهم خلافها الازلي مع اذربيجان. على الرغم من كونها دولة شيعية مثل ايران مع ان الحكم في اذربيجان بيد عائلة علييف الذين يعتبرون علمانيين و لا مسلمين. لكن تفاصيل داخلية في ايران تحتم العداء. حيث يمثل نحو ستة عشر بالمائة من سكان ايران ويعتبرون ثاني اهم قومية بعد الفرص. وفتح المعبر وتصاعد قوة اذربيجان المدعومة بتركيا قد يشجع تلك النسبة على المطالبة بالاستقلال. او حتى الانضمام لاذربيجان ما قد يشعل حرب ايران و اذربيجان الذي يضم العديد من الاعراق والقوميات.
كما يرى مسؤولون ايرانيون ان فتح الممر له ابعاد اكبر. تتمثل في حلف الناتو الى بحر قزوين عبر تركيا واذربيجان. ما يؤدي الى تطويق ايران وروسيا. وبطبيعة الحال سيضر المشروع بالمشروع الروسي الايراني. المتمثل في ممر شمال الجنوب لتعزيز النقل والتجارة بين روسيا وايران والهند والقوقاز واسيا الوسطى. ولذلك نرى اليوم ايران تمارس ضغوطا كبيرة على ارمينيا. بهدف ايقاف المشروع باي ثمن.
حتى لو ادى ذلك الى الحرب بين ايران و أذربيجان من جديد. كما تقلق طهران بشدة من العلاقة بين اذربيجان واسرائيل. وتراها تهديدا لها خصوصا بعد عودة العلاقات الاسرائيلية التركية مؤخرا. ما يعني في النهاية تطويق ايران من كل الجهات وفق منظورها.
على الرغم من تأكيد كل من اذربيجان وتركيا ان المشروع اقتصادي بالدرجة الاولى. لكن قلق ايران قد يدفعها لاكثر من المنع. حيث ذكرت العديد تقارير عن نوايا لدى طهران بتنفيذ هجوم عسكري على اذربيجان بهدف الحد من طموحاتها. حتى لو كان ذلك الهجوم بسيطا وليس على مساحة واسعة. لتؤكد بذلك نواياها بانها ستمنع اي اتصال بين تركيا واذربيجان. لكن ذلك الخيار قد ينتج عنه تحالف عسكري بين الدول التركية لمواجهة ايران. وحينها قد تحدث حرب طاحنة سيجبر الكل على اعادة ترتيب اوراقهم.