مجازر الإمارات في السودان؛ إسرائيل تبيد عبر وكيلها الإماراتي!

مجازر الإمارات في السودان؛ إسرائيل تبيد عبر وكيلها الإماراتي!

مجازر الإمارات في السودان/ في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية العالمية، يبرز السودان كواحد من أبرز الدول الأفريقية التي تكشف عن هشاشة النظام الدولي الحالي.

كبوابة غرب آسيا إلى القارة الأفريقية، يمتلك السودان موقعًا جيوسياسيًا استراتيجيًا يجعله هدفًا للتدخلات الخارجية.

تغطي القارة الأفريقية مساحة هائلة تصل إلى 30 مليون كيلومتر مربع، وتضم أكثر من 1.4 مليار نسمة، مع موارد طبيعية هائلة تشمل الذهب والنفط والمعادن النفيسة، بالإضافة إلى إمكانات زراعية هائلة تجعلها سوقًا استهلاكية واعدة في النظام الدولي الجديد.

ومع ذلك، يعاني السودان، رغم ثرواته الطبيعية الغنية مثل احتياطيات الذهب التي تصل إلى مئات الأطنان سنويًا والنفط الذي يشكل أساس اقتصاد البلاد، من فقر مدقع ناتج عن التدخلات الاستعمارية والانقلابات المدعومة خارجيًا.

هذه الثروات، بدلاً من أن تكون مصدر رفاهية للشعب السوداني الذي يميل 98% منه إلى الإسلام والتصوف، أصبحت سببًا للصراعات الدموية.

أما البيان الإماراتي الذي يدعو إلى “وقف إطلاق النار الفوري” ويؤكد “الحياد” و”دعم الحلول السلمية”، فهو ليس سوى محاولة دعائية مكشوفة للتغطية على دور الإمارات في تفاقم الأزمة.

هذا البيان، الذي ينفي الاتهامات بـ”دعم طرف بعينه” ويبرر معاملات الذهب كـ”شفافة”، يتجاهل الواقع المرير: الإمارات تتورط مباشرة في “مجازر الإمارات في السودان” من خلال دعم قوات الدعم السريع (RSF)، الجماعة المسلحة المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور ومناطق أخرى.

هذا الدعم يشمل توريد أسلحة متطورة مثل الطائرات المسيرة الصينية، مما يطيل أمد الصراع ويحول السودان إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية.

مخططات التقسيم؛ دور الولايات المتحدة وإسرائيل في تفكيك الدول الإسلامية

ليس الصراع في السودان حدثًا معزولًا، بل جزء من مخطط أوسع يهدف إلى تقسيم الدول الإسلامية، مدعومًا بشكل رئيسي من الولايات المتحدة وإسرائيل.

تاريخيًا، ساهمت واشنطن وتل أبيب في الانقلابات الأخيرة وتقسيم جنوب السودان عام 2011، الذي أدى إلى فقدان السودان لمعظم حقول النفط الجنوبية، مما أضعف الاقتصاد الوطني وزاد من الاعتماد على الذهب كمصدر رئيسي للعملة الصعبة.

هذا التقسيم لم يكن عفويًا؛ فقد دعمت إسرائيل بشكل سري قوى انفصالية في الجنوب، مستفيدة من علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع جنوب السودان بعد الاستقلال.

أما الولايات المتحدة، فقد فرضت عقوبات اقتصادية على السودان تحت ذريعة “الإرهاب”، لكنها في الواقع تهدف إلى السيطرة على الموارد الطبيعية، حيث يُقدر احتياطي الذهب في السودان بأكثر من 1,500 طن، بالإضافة إلى النفط والمعادن مثل الحديد والنحاس.

في الصراع الحالي، يسعى النظام الصهيوني إلى دعم الإبادة الجماعية في السودان لتحويل انتباه الإعلام الدولي عن الإبادة في غزة.

من خلال دعم قوات الدعم السريع عبر الإمارات، يهدف إسرائيل إلى تقليل الكراهية الدولية تجاهه، مستغلاً الصراع السوداني كغطاء إعلامي.

تقارير استخباراتية أمريكية تؤكد أن إسرائيل لها روابط سرية مع RSF، بما في ذلك تقديم دعم فني وعسكري، مما يجعل السودان جزءًا من استراتيجية إقليمية أوسع لإضعاف الدول الإسلامية.

هذا الدعم يعكس كيف أن “مجازر الإمارات في السودان” ليست محلية، بل جزء من تحالف دولي يهدف إلى السيطرة على الموارد والأراضي.

الإبادة الجماعية؛ “مجازر الإمارات في السودان” عبر قوات الدعم السريع!

يُعد الصراع في السودان، الذي اندلع منذ أبريل 2023، واحدة من أكبر المآسي الإنسانية، مع تورط الإمارات بشكل مباشر في دعم قوات الدعم السريع، المنشأة من ميليشيات الجانجويد المتهمة سابقًا بإبادة جماعية في دارفور.

هذه القوات ترتكب جرائم إبادة جماعية نيابة عن النظام الصهيوني والإمارات، مما يجعل “مجازر الإمارات في السودان” واقعًا داميًا.

تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية تؤكد ارتكاب RSF لمجازر جماعية، بما في ذلك قتل آلاف المدنيين في الفاشر، حيث شوهدت بقع الدماء من الفضاء عبر صور الأقمار الصناعية.

الإمارات تقدم أسلحة وتمويلًا، بما في ذلك طائرات مسيرة ومركبات مدرعة، مما يمكن RSF من السيطرة على مناطق غنية بالذهب، حيث يشكل الذهب 70% من صادرات السودان.

البيان الإماراتي يدعي “الشفافية” في معاملات الذهب، لكنه في الواقع يغطي على استغلال الثروات السودانية، حيث يتم نقل الذهب إلى البنوك الإماراتية تحت ذريعة “الحفظ”، بينما يُستخدم لتمويل الميليشيات.

هذا الدعم يؤدي إلى قتل آلاف المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، في مجازر تشبه تلك في رواندا وليبيريا.

وفي تغريدات على X، يصف ناشطون هذه المجازر كـ”إبادة عرقية” مدعومة من الإمارات، مع فيديوهات تظهر تعذيب مدنيين في دارفور.

تصريحات الأمم المتحدة والكارثة الإنسانية؛ انهيار الصحة وانتشار الأمراض!

أكدت الأمم المتحدة أن الوضع في السودان هو “أكبر أزمة إنسانية في العالم”، مع انتشار الكوليرا والدنج والملاريا بسبب انهيار النظام الصحي.

في أكتوبر 2025، طالب خبراء الأمم المتحدة بـ”عمل فوري” لحماية المدنيين، مشيرين إلى أن النساء والأطفال يُمنعون من الوصول إلى الطعام، مما يجبرهم على أكل علف الحيوانات.

أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة، مع هجمات على المستشفيات تصل إلى 559 هجومًا بين 2023 و2025.

هذه الكارثة تنتج عن انتهاكات حقوق الإنسان المدعومة من الإمارات، مما يستدعي إرسال مساعدات إنسانية فورية للاجئين الذين يتجاوز عددهم 10 ملايين.

البيان الإماراتي يدعو إلى “معالجة الكارثة الإنسانية”، لكنه يتجاهل أن الإمارات نفسها مسؤولة عنها من خلال دعم RSF، الذي يمنع وصول المساعدات.

المواقف المبدئية لبعض الدول؛ نموذج للدعم الحقيقي

في مقابل الدور الإماراتي المدمر، تتبنى بعض الدو الخليجية بما في ذلك قط و ايران و عراق مواقف مبدئية تدعم وحدة الأراضي السودانية والسيادة الوطنية.

في نوفمبر 2025، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي دعم طهران للحكومة المركزية السودانية، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار وتقديم مساعدات للضحايا واللاجئين.

و ابدو الوزراء الخارجية لكل من القطر و العراق بيانات مشابهة.

إيران و قطر و العراق يرفضون التدخلات الخارجية ويدعون إلى حوار سوداني-سوداني، مما يجعلهم شركاء صادقين للاستقرار، بعكس الإمارات التي تستغل الصراع للسيطرة على الموارد.

نحو رفض التدخلات ودعم الشعب السوداني

البيان الإماراتي ليس سوى محاولة لتشويه الحقائق، بينما “مجازر الإمارات في السودان” تستمر عبر RSF. يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك وسائل الإعلام، تسليط الضوء على هذه الجرائم وفرض عقوبات على الإمارات والدول الداعمة. الشعب السوداني يستحق السلام والاستقرار، لا الاستغلال. دعونا ندعم المواقف المبدئية مثل تلك الإيرانية، ونرفض الدعاية الزائفة.

المصدر: كويت٢٤