آراء ومقالاتعاجل

استثمار موسم الحج لإنهاء الحرب اليمنية

الحج

تتمتع شعائر الحج بقدسية تاريخية فريدة من نوعها اذ لا ان قدسيتها لا تتشابه مع اي عمل ديني اخر في العالم، لان تاريخ الحج يرتبط بحياة النبي إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. وليس المسلمون وحدهم هم الذين يؤمنون بهما، بل يعتبرهما أتباع الأديان الكبرى الأخرى أيضا من أجلّ الرسل.

وخلال هذه المناسك يردد الحجاج بأعلى صوتهم “الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر والله أكبر ولله الحمد”. فهي عبادة دينية خالصة لوجه الله تعالى. وجعل الحجاج يرددون هذه الكلمات مرة بعد أخرى يهدف إلى توليد نفسية معينة فيهم؛ ليعوا أن العظمة لله وحده، ويجب على كل جوانب العظمة الأخرى أن تنحني أمام هذه العظمة الكبرى وأن تتبعها.

ويرى معظم المحللين المسلمين والمفكرين انه يجب استغلال هذه الظروف وهذه المراسم لاحلال السلام بين مسلمي العالم وانهاء الحروب لتوحيد الصفوف والالتفات لامور المسلمين. فلا تقوم الحياة الاجتماعية والوحدة فلا توجد غير الوحدة الاجتماعية، حيث يتنازل الناس عن عظمتهم الفردية لأجل لتحقيق مصالح المسلمين وانهاء الحروب.

** لم يعد اليه سبيلا

مرت الاعوام السابقة على الشعبين اليمني والسعودي وهم في حالة حرب وتعطش للدماء ولم يقدم أي منهما على فكرة ايجاد حل وسطي يرضي كلا الطرفين لانهاء الحروب والنزاعات الناشبة فيما بينهما.

وتحت اثر هذه الظروف مرت اعوام على الشعب اليمني حرم فيها من الحج ولم يكن طرفا في النزاع ولا مؤيدا له بل منع لكونه يمني.

فأصبح الشعب اليمني منذ قيام الحرب يحلم بزيارة بيت الله الحرام، فالحج بات شبه مستحيل له في ظل القيود التي فرضتها الحرب المستمرة منذ عام 2015، وإغلاق التحالف السعودي الإماراتي للمطارات والمنافذ البرية.

ورغم الاراء التي تنذر بتزايد تعقيد الامور الا انه يوجد تفاؤل وفرصة لانفراج الاوضاع على كافة الاصعدة.

وأحد الدروس التي اراد الله سبحانه وتعالى أن يعلمها للناس هي أن مناسك الحج والطواف تعلمنا بصورة عملية أن يكون مسعانا في حياتنا العملية داخل حدود معينة فلو لم تكن لنا حدود أو ظللنا نتجاوزها؛ فسينفلت بعضنا إلى جانب، بينما سيضيع البعض الآخر منا في جانب آخر.

ولكن عندما نضع حدودا معينة لمسعانا؛ فنحن سنعود دوما إلى حيث إخواننا الآخرون، وهكذا تدور مناسك الحج الأخرى.. فهي تعلمنا بأسلوب أو بآخر أن نتحد، وأن نعمل معا؛ فمناسك الحج مظاهرة عملية للعمل المتناغم.

** هدنة تنتج اتفاقاً

يتوجب على الدبلماسيين ان يبذلوا الكثير من الجهد ليتوصلوا الى هدنة بين طرفي النزاع والصراع لكي يتم التوصل إلى تسوية دائمة في اليمن، فالهدنة في اليمن، تحث جميع الأطراف على التحرك بسرعة نحو عملية سلام شاملة وجامعة.

اقرأ ايضاً
بالفيديو.. ممثل صاحب السمو: جمعية المكفوفين حققت العديد من الإنجازات

وكما شاهد الجميع أنه خلال الفترة الأخيرة منذ إعلان الهدنة في اليمن كانت الأكثر هدوء منذ اندلاع الحرب قبل سبع سنوات وتم إنقاذ أرواح الآلاف بفضل وقف إطلاق النار.

ونشهد في ايامنا هذه كيف أصبح بإمكان اليمنيين السفر من صنعاء إلى وجهات أخرى لأول مرة منذ سبع سنوات، فمن المهم أن يبذل الجميع اقصى ما في جعبتهم لجعل الهدنة دائمة.

جدير بالذكر ان الهدنة الاخيرة التي اعلنتها السعودية واليمن ومازالت قائمة الى يومنا الحالي رحبت بها كل دول العالم بل طالبوا بان تكون الهدنة دائمة.

** استثمار مراسم الحج

فالكثير يصرح بأن مراسم الحج وشعائره أو موسم الحج يعد من أكبر المظاهر الاجتماعية من نوعها حيث انها تشكل حالة فريدة من نوعها ومن الصصعب أن تجد لها مثيل في أي مكان في العالم.

ويتوجه العالم الاسلامي كل يوم للكعبة ويقوم بأداء الصلوات الخمس، وتكون هذه القبلة حقيقة تصورية خيالية ولكنها تصبح حقيقة مرئية عندما تصل إلى مكة وتقوم بأداء الصوات الخمس، فتدرك حينها ان قبلة المسلمين بصورة محسوسة أن قبلة مسلمي العالم هي قبلة واحدة مشتركة بالفعل.

الحج عبادة تعطينا دروس مهمة في الاجتماعية فأيام الحج يقوم الناس بالطواف حول الكعبة بشكل دائري ويقوم المسلمين بالاصطفاف حولها لاداء صلواتهم على شكل دائري وتكون الكعبة مركز كل اتجاهاتهم خلال الحج.

فالكعبة هي النقطة المركزية لكل المؤمنين حول العالم، والسر العميق لوحدة الإسلام… لذلك وحدة الإسلامية في الحج هي التجمع حول مركز واحد. ولكن الذين يتخذون من الكعبة قبلة ليسوا هم كل مَن نراهم في المسجد الحرام؛ فهناك عدد هائل من المسلمين خارج الحرم وفي كل مكان على وجه الأرض، فالمسلمون في كل أنحاء العالم يتجهون خمس مرات كل يوم نحو الكعبة لأداء صلواتهم.

وما يجري في مكة المكرمة يحدث بصورة محدودة في صحن المسجد الحرام يحدث كل يوم على مستوى أعظم وأكبر في كل أنحاء العالم؛ فالمسلمون في كل مكان، ومن كل ناحية، يتجهون صوب الكعبة خمس مرات كل يوم لأداء الصلوات، وهم يقفون في كل أنحاء العالم حول الكعبة من جوانبها الأربعة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى