عاجلکویت

رئيس «أئمة المجتمع البلجيكي» لـ «الأنباء»: العطاء الكويتي علامة بارزة في أوروبا

محمد راتب

أكد رئيس مؤسسة أئمة المجتمع البلجيكي في مدينة واريكيم وموفد مركز البينة للدعوة والإرشاد في بلجيكا الشيخ هاني مسطو أن ما تشهده دول الاتحاد الأوروبي من طفرة كبيرة في تنامي أعداد الداخلين في الإسلامي وارتفاع نسبة المسلمين بين السكان يستدعي لفتة من القائمين على الجمعيات الخيرية لإنشاء المزيد من المراكز والمساجد في شتى أرجاء أوروبا، وإيفاد المزيد من الدعاة المؤهلين. وقال مسطو، في حوار مع «الأنباء» خلال زيارته إلى البلاد، ان المساجد في دول الاتحاد الأوروبي باتت بيئة جاذبة لتجمع المسلمين تحت رابطة العقيدة والدين، رغم اختلاف أشكالهم وألوانهم وأجناسهم وألسنتهم وبلادهم وذلك بفضل الإسلام الذي ساوى بينهم في صورة نادرة، وفيما يلي التفاصيل:

بداية، حدثنا عن المراكز الإسلامية في أوروبا، وجهودها للتعريف بالدين الإسلامي، ونمو عدد المسلمين.

٭ عدد المسلمين في أوروبا يتنامى بشكل كبير خصوصا خلال العقود الأخيرة ففي دول الاتحاد الأوروبي يبلغ عددهم أكثر من 44 مليون مسلم أي 6% تقريبا من عدد السكان.

وأمام هذه الأرقام والنسب المتنامية الكبيرة فلا بد للمساجد والمراكز الإسلامية من أخذ دور الريادة في هذه المجتمعات التي يتواجد فيها المسلمون، فالمساجد هي المراكز الرئيسة في حياة المسلمين في أوروبا، إلا أن هناك كثيرا من التحديات الحالية تعوق وتهدد قيام المساجد والمراكز الإسلامية برسالتها المنشودة.

وما لا يدركه بعض المسلمين أن المساجد جزء من منظومة تؤدي دورا في حياة المسلمين، وتتعاون معها مؤسسات أخرى عديدة، فضلا عن منظومة المجتمع القائمة على قيم وآداب وعادات تضع المسلم في قالب يتيح له الفرصة للعودة إلى الدين إن ضل السبيل.

ما دوركم بالعمل الدعوي؟

٭ أعمل خطيبا في مسجد الإحسان بمدينة تيلت في مقاطعة ويست فلاندرين ببلجيكا، ومرشدا دينيا في السجون والمستشفيات البلجيكية بتكليف من وزارة العدل، أما عن مركز البينة للدعوة والإرشاد فأنا موفدهم إلى هذا البلد الطيب، ولدينا تنسيق لإنجاح العمل في المركز، وذلك من أجل أداء الرسالة كما ينبغي والتعريف بالدين الإسلامي، وإرشاد وتوعية الجاليات المسلمة في المدينة بأصول الدين الإسلامي، وإظهار الصورة الحقيقية.

وأعتقد ما تشهده دول الاتحاد الأوروبي من طفرة كبيرة في تنامي أعداد الداخلين في الإسلام وارتفاع نسبة المسلمين بين السكان يستدعي لفتة كريمة من القائمين على الجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي لإنشاء المزيد من المراكز والمساجد وإيفاد المزيد من الدعاة المؤهلين المؤصلين لإثراء العمل الدعوي وتحسين واقع المسلمين من الناحية العلمية والشرعية.

ما أهم أنشطة المراكز الإسلامية في أوروبا؟

٭ هناك مهام وأنشطة كثيرة تقوم بها ومنها إقامة المساجد التي تقام فيها العبادات، مثل الصلوات الخمس، وخطب الجمعة، ودروس العلم الشرعي، وتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم اللغة العربية، والتربية الإسلامية، وأحيانا تقام فيها صلاة العيدين، كما يبرم فيها عقود الزواج.

اقرأ ايضاً
زيادة رواتب الوزراء والنواب.. مُستحقة بقانون

وماذا عن الإسلام في بلجيكا وهولندا؟

٭ الدين الإسلامي في بلجيكا يحتل المرتبة الثانية ضمن الديانات المعتنقة وقد نشرت جريدة «إيكونوميست» البلجيكية تقريرا سابقا جاء فيه أن نصف أطفال المدارس الحكومية في بروكسل من عائلات مسلمة، ويوجد في العاصمة البلجيكية أكثر من 300 مسجد، وتعترف بلجيكا بالدين الإسلامي وتخصص ميزانية لتدريس التربية الإسلامية وتدفع رواتب بعض الأئمة في المساجد. أما في مملكة هولندا، فلها قصة ذات ملمح خاص، فهذه الدولة وجدت نفسها في العقود الأخيرة من القرن المنصرم أنها بحاجة للمزيد من الأيدي العاملة، الأمر الذي فتح الفرص لعشرات الآلاف وقتها من تركيا والمغرب للهجرة إليها، لذا، فعدد سكان هولندا المسلمين في تزايد.

ما دور مؤسسات العمل الخيري الكويتي في أوروبا وأهميته؟

٭ استطاعت الكويت أن تحتل مركزا مرموقا ومكانة تكاد تكون الأعلى بين دول العالم الإسلامي في مجال العمل الخيري، ومن ثم حققت سمعة طيبة حتى ان هيئة الأمم المتحدة وصفت الكويت بمركز العمل الإنساني، وأطلقوا على سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، لقب قائد العمل الإنساني. لذا، فإن الجمعيات الخيرية في الكويت باتت علامة بارزة في مجالات العطاء الإنساني والاسلامي في القارة الأوروبية، وهذا بفضل تحركاتها الميدانية السريعة في عدة دول، مما يمكن أن يندرج تحت مظلة الواجب الإنساني والإسلامي الذي يعبر عنه الموقف الرسمي للكويت، فالجمعيات الخيرية الإسلامية في الكويت تحاول إغاثة المنكوبين في حالات الكوارث والنكبات والحروب، وفتح المساجد ودور الحضانة للأيتام والمستشفيات.

«البينة» في «ويست فلاندرين» حريص على نشر العلم الصحيح

في سؤالنا للشيخ هاني مسطو عن «مركز البينة للدعوة والإرشاد» وعن مشاريعه وطموحاته والإدارة المشرفة التي تديره، أجاب بقوله: إنه بفضل الله سبحانه، فإن مركز البينة للدعوة والإرشاد مؤسسة إسلامية دعوية متكاملة تتخذ من منهج الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح منهجا لها. ويقع مركز البينة للدعوة والإرشاد في بلجيكا في مقاطعة ويست فلاندرين في مدينة رونس، وله أهمية بالغة، حيث انه يتواجد في مدينة تحتوي على نسبة كبيرة من المسلمين، والذي يعتبر بدوره ضرورة بالغة وحاجة قصوى لهؤلاء المسلمين من أداء صلواتهم وتعليم أولادهم على المنهج القويم منهج الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، الذي يعد بدوره هذا أيقونة العمل الصالح في هذه المدينة.

مصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى