إلغاء إتفاقيات “أبراهام”…
إلغاء إتفاقيات أبراهام يبدأ من الاراضي المقدسة والتي تُمثل المدرسة الاسلامية الاكبر لجميع مسلمي العالم “مكة” والتي لن تكون أبدا مرتعا للكيان الاسرائيلي وأذنابهم، بل سيكون إجهاض مشروعهم هو طريقنا نحو تحرير القدس.
ويحاول المسلمين استثمار مراسم الحج للبحث عن الفيروس الكامن بالجسد الإسلامي، فمراسم الحج وشعائره قادرة على توحيد جميع مسلمي العالم لفتح جبهة شعبية وتوجيهها ضد النفوذ الإسرائيلي في العالم الاسلامي.
إن أطماع الكيان الاسرائيلي تمتد في المنطقة بأسرها، وإن أرض الحرمين هي الجوهرة الكبرى التي يسعى الكيان الصهيوني للحصول عليها، فهي تُعد قلعة السنّة الاخيرة وعاصمة الإسلام التي أرادوا بسط سيطرتهم عليها.
وفي هذا الصدد أجرينا حوارا صحفيا مع خبير العلاقات الدولية د. جاسم طارق المطيري.
وفي شرح أسباب ضعف معاهدة أبراهام للسلام وعملية تطبيع العلاقات العربية مع الكيان الاسرائيلي؛ قال الخبير بالعلاقات الدولية: “إذا تم توضيح وشرح هذه الاتفاقيات التي تخدم الغرب وامريكا وبالاخص الكيان الاسرائيلي ويتم شرح مضارها للمجتمع الاسلامي والعربي خلال موسم الحج على ان هذه الاتفاقيات لا تخدم المجتمع الاسلامي. بل انها عبارة عن تحالفات بين سلسلة من القبائل ودول غير شرعية. اذ انه تجدر الاشارة الى ان هذه الاتفاقيات لا تتبناها الامة الاسلامية ولا تعتبر هذه الاتفاقيات ضمن تحالفاتها، وسنرى قريبا زوال هذه المعاهدة”.
وفي اشارة الى البعد الروحية والاسلامي والعبادي لمراسم الحج، فإن البعد السياسي لهذه المناسبة مهم وفعال جداً، لأن العالم الإسلامي كان ومازال يعاني منذ سنوات عديدة من الكيان الصهيوني بإعتباره ورم سرطاني في المنطقة. قال المطيري:”العلاقات الدولية تختلف اختلافا كبيرا عن السياسة الدولية؛ السياسة الدولية هي علاقات رسمية بين الدول، لكن العلاقات الدولية هي مسرح للعلاقات بين الدول، وفي هذه العلاقات تُعد المجتمعات البشرية الكبيرة مهمة جدا لتبادل الخطاب فيما بينهم، مثل استثمار موسم الحج لتقوية العلاقات والسياسات بين البلدان”.
وتابع: “إن للحج قدرة كبيرة من حيث بناء وتعزيز العلاقات الدولية ويعتبر ثيقة الصلة بين المجتمع المسلامي. وبعيدا عن المذاهب يجتمع المسلمين معا تحت راية واحدة الا وهي راية الاسلام في خطاب المدرسة الإسلامية الكبرى. مدرسة الإسلام هي مركز وسبب تجمع المجتمع الإسلامي”.
ونوه الخبير في الشؤون الدولية الى انه من ناحية أخرى، في الحج بالإضافة إلى أداء العبادات الشخصية فإنه يتم خلال اداء مراسم الحج تواصل المسلمين مع بعضهم البعض خلال أدائهم لهذه الفريضة، كما أن من شعائر الحج براءة من المشركين، التي تحول ردة فعل الفرد إلى فعل جماعي ذا اثار عميقة حيث يتم استنكار ورفض الاستبداد والظلم الذي لحق في الأمة الإسلامية”.
وعن استثمار الفرصة الفريدة للحج لشرح حقيقة وطبيعة معاهدة أبراهام للسلام والكشف عن عملية تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية والنظام الصهيوني، قال: “اعتعقد ان الاتفاقية الإبراهيمية للسلام وطبيعتها هو أنه وفقا لاسمها يجب أن تكون هذا العهد توحيديا. في العهود من هذا النوع يجب أن يكون هناك تقارب ناشئ عن العناصر الداخلية لذلك العهد، لكنك لن تصافح أبدا لصا جشعا سرق واغتصب ممتلكاتك، لأن هذا الإجراء يتعارض بطبيعته مع مبدأ العهد، لذلك المسلمين بطبيعتهم غير قادرين على تقبل هذه المعاهدات او تطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي”.
وأشار خبير العلاقات الدولية الى نقطة حساسة جدا وقضية أخرى والتي تتمثل بأن العرب والكيان الاسرائيلي واجهوا بعضهم البعض والآن أصبح من الواضح للجميع ما هو هذا الكيان الغاصب لارض فلسطين وللمتلكات العربية والاسلامية، بل وأصبح واضحا لجميع الدول ما هي نوايا هذا الكيان والتي تتمثل بسرقة الاراضي ونهب الخيرات تحت حماية أمريكية. لذلك فان هذه التحالفات وان وُقّعت فان بقاء واستمرارية العلاقة والاتفاقيات “اتفاقية السلام الابراهيمية” لن يكون لها مستقبل ولن تدوم طويلاً، ومع تناوب الخطاب في كل من الأنظمة السياسية في العالم العربي والاسلامي، فغنه سوف تتفكك هذه التحالفات الضعيفه”.
ومن جهة أخرى فان التطورات الإقليمية في وقتنا الحالي تشير إلى نمو وتطور وتعاظم قوة الردع لحركات المقاومة في المنطقة التي ترفض تماما هذا الكيان وتحاول ازالته من الخريطة. في هذه الحالة، إذا تم استشمار موسم الحج وتم شرح اهداف هذه التحالفات للمجتمع الإسلامي والدولي، ولا ننسى ان تطبيع العلاقات مع إسرائيل ما هو الا لحماية امن هذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين. ومن ناحية اخرى هذه التحالفات تتم بين سلسلة من القبائل مع حكومة غير شرعية، وسنرى قريبا كيف ستنكسر هذه المعاهدة.