آراء ومقالاتعاجل

الحج قادر على خلق جبهة شعبية لمواجهة النفوذ الإسرائيلي في العالم الإسلامي

مراسم الحج وشعائره قادرة على توحيد جميع مسلمي العالم لفتح جبهة شعبية وتوجيهها ضد النفوذ الإسرائيلي في العالم الاسلامي…

إن أطماع الكيان الاسرائيلي تمتد في المنطقة بأسرها، وإن أرض الحرمين هي الجوهرة الكبرى التي يسعى الكيان الصهيوني للحصول عليها، فهي تُعد قلعة السنّة الاخيرة وعاصمة الإسلام التي أرادوا بسط سيطرتهم عليها…

وفي هذا الشأن أجرينا حوارا صحفيا مع الخبير بالشؤون والقضايا الإقليمية د. بدر علي محمد العارضي.

وفي إشارة إلى استثمار موسم الحج ومراسمه وشعائره لتعزيز التضامن والانسجام في العالم الإسلامي، خاصة فيما يخص القضية المركزية ألا وهي القضية الفلسطينة، والى ضرورة توجيه هذه الجبهة لمواجهة الكيان الإسرائيلي ومواجهة نفوذه في الدول الاسلامية، قال الخبير في القضايا الإقليمية: “بدعم من الولايات المتحدة والغرب وخيانة بعض القادة الرجعيين في المنطقة تمكن الكيان الاسرائيلي من النفوذ والتسلل الى الاقتصاد والسياسة والثقافة العربية والاسلامية لجميع دول المنطقة “النفوذ الإسرائيلي”، ويمكن للحج أن يخلق جبهة شعبية واسعة ضد هذا الاختراق”.

وأضاف بدر علي محمد العارضي في حديثه مع وكالة “الكويت 24″، حول إمكانات الهائلة للحج هذا العام واستثمارها في تعزيز الوحدة في العالم الإسلامي، والكشف عن نوايا الكيان الصهيوني في التقرّب من الدول الإسلامية والعربية، قائلا: “إن الحج مناسبة روحية وسياسية مهمة للغاية… الحج هو مركز الاستشارات الشعبية بين الدول الإسلامية خارج سيطرة الحكومات… وبالتالي فإن شرح البعد الروحي والسياسي لهذا الواجب يمكن أن يساعد في زيادة تقارب الأمة الإسلامية بين بعضهم البعض”.

وتابع موضحاً أنه بغض النظر عن البعد الروحية والاسلامي والعبادي لمراسم الحج، فإن البعد السياسي لهذه المناسبة مهم وفعال جداً، لأن العالم الإسلامي كان ومازال يعاني منذ سنوات عديدة من الكيان الصهيوني بإعتباره ورم سرطاني في المنطقة “النفوذ الإسرائيلي في المنطقة”. لذلك يعتبر الحج وتواجد المسلمين في هذا المكان فرصة كبيرة يجب استثمارها لشرح حقيقة أهداف إسرائيل في توثيق العلاقات مع الدول الإسلامية والعربية في المنطقة، وأنه يجب تصميم آليات لمواجهة هذا الخطر وهذا الورم الزاحف حبر توحيد المسلمين جميعا عبر تشكيل جبهة شعبية اسلامية”.

اقرأ ايضاً
الحج وسيلة للوحدة الإسلامية

وحول تصاعد الهجمات ضد الإسلام والهجمات المعادية للإسلام في وسائل الإعلام الغربية مؤخراً، اكد ان الحج يلعب دورا كأداة من الدبلوماسية العامة لتحييد الإسلاموفوبيا، واوضح انه: “موسم الحج يمكن أن يظهر بشكل جيد البعد الإنساني للإسلام للعالم الغربي”. إن التعايش بين مختلف البشر بغض النظر عن الجنسية ولون البشرة والعرق والشكل يثبت أن للإسلام نظرة خاصة لقضية حقوق الإنسان والمساواة والعدالة والنظرة الإنسانية والإلهية لجميع البشر.

و هذا يمكن أن يؤدي إلى الهيمنة وضع حد للمطالبة الغربية بحقوق الإنسان وإظهار زيف هذه المزاعم من خلال الاستشهاد بالمواقف الغربية العنصرية تجاه المهاجرين واصحاب البشرة السمراء و…، ويعتبر الحج أداة جيدة لإظهار أهمية ومكانة حقوق الإنسان بالمعنى الحقيقي للكلمة في الإسلام.

وفي اشارة إلى الهزائم الأمريكية في سوريا وأفغانستان والعراق ولبنان ورغبتهم في تقليص وجودهم في منطقة غرب آسيا، اكد الخبير بالشؤون الاقليمية أنه لن يتمكنوا من تشكيل جبهة ضد الإسلام والمسلمين، فمحاولاتهم ستؤدي إلى توحيد المسلمين ومقاومة قوى الاستكبار والاستعمار.

وتابع:” إن النظام الصهيوني غير قادر ثقافياً واجتماعياً على التأثير في الدول الإسلامية وتطوير العلاقات غير الحكومية والشعبية مع الدول الإسلامية. صحيح أنه في العام أو العامين الماضيين أقام سلسلة من العلاقات السياسية مع بعض الدول العربية مثل البحرين والإمارات والمغرب والسودان، لكن الدول الإسلامية ليست مستعدة بأي حال من الأحوال لقبول إسرائيل في بلادهم، لانهم بكل بساطة ما زالوا يعتبرون اسرائيل العدو الرئيسي للعالم الإسلامي”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى