بعدما تم رفع تكاليف الحج لهذه السنة الى اعلى قيم لها منذ فترة قد اصبح اداء هذه الفريضة حلم يحلم به كل مسلم، واضف الى ذلك قامت المكاتب المسؤولة عن السفر الى بيت الله الحرام، التي تسمى مكاتب الحج والعمرة بارجاع جوازات السفر لأصحابها لعدم قدرتهم على دفع الرسوم المطلوبة منهم لأداء هذه الفريضة. بعد غياب عن موسم الحج لعامين متتاليين بسبب جائحة كورنا، يستقبل الصوماليون أداء فريضة الحج هذا العام بشغف كبير، غير أن حالة من الاستياء والإحباط حالت دون تمام الفرحة، فقد فوجئ كثير منهم بارتفاع تكاليف الحج بزيادات فاقت نحو 49 بالمئة من تكاليف الأعوام الماضية.
فقد دفعت الأسعار الجنونية للحج الكثير من المسلمين لتأجيل أداء هذه الفريضة للسنة القادمة، هذه الزيادات الكبيرة في تكاليف الحج حرمت كثير من الصوماليين هذه السنة من أداء فريضة العمر التي طالما انتظروها أعواما عديدة، وطالت أكثر بسبب جائحة كورونا. وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن رسوم برامج الحج لعام 2022 وصلت إلى 5 آلاف ومئتين وثلاثين دولارا، في حين كانت قبل الجائحة 3400 دولارا.
** ارتفاع أسعار الحج الى مستويات عالية
سعر الحج يرتفع سنة بعد سنة، وأصبح أداء فريضة الحج كهلا ثقيلا على المسلمين، بعدما كان العالم يطوف حول الأصنام ويقوم بعبادتها ويتضرع لها لسنين طويلة، أنعم الله على البشر أجمعين برسول أخرج الناس من عبودية الأصنام إلى عبودية الله الواحد القهّار، واكرم الناس بفريضة الحج. ولم تشهد تكاليف الحج في الصومال أي استقرار طوال السنوات الماضية، ففي كل موسم تزداد بذريعة زيادة الخدمات، وسط شكاوى من غياب تسعيرة حكومية مستقرة.
وقال علي محمود، عضو لجنة تسيير الحجاج الصوماليين: “إن تكاليف الحج وصلت هذا العام إلى أعلى مستوياتها، وهو ما يشكل تحديا أمام الكثير من الراغبين بأداء الفريضة”. واكد عضو لجنة تسيير الحجاج: “مشكلة الأسعار ليست خاصة بالصومال، وإنما الزيادات شملت جميع حجاج بيت الله الحرام من جميع دول العالم”.
وأشار الى ان “سبب الزيادات انخفاض عدد الحجاج إلى نحو مليون حاج فقط مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت أعداد الحجاج فيها تبلغ مليوني ونصف”. وأوضح محمود أنهم سوف يعوّضون ارتفاع الأسعار بخدمات ذات جودة عالية تطال جميع إجراءات أداء الحج.
فيما قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية شيخ علي عمر: “إن موسم الحج الحالي رغم ارتفاع كلفته إلا أنه سيكون استثنائيا لحجاج الصومال، نظرا للخدمات التي ستقدم لهم، حيث خصصت لهم مساكن في المشاعر الحرام بمثابة فنادق 5 نجوم”. وأضاف: “هذه خدمات لم تتوفر للحجاج الصوماليين من قبل”.
** الحج ليس للفقراء
بعدما قام الكثير من المسلمين في كافة أنحاء العالم بالتخطيط لأداء هذه الفريضة هذه السنة إلا أن الأسعار الجنونية ومصاريف الحج حالت دون تحقيق أحد أهم التطلعات في حياة المسلمين. فقد كانوا ينتظرون بفارغ الصبر استئناف أعمال الحج بعد الجائحة، لكن استعداداتهم المالية أصبحت أقل بكثير من التكاليف التي أعلنتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. اضف الى ذلك ان تكاليف الحج ليست في صالح الفئات الفقيرة، بل حتى الطبقة الوسطى، ولا يستطيع دفعها إلا الأغنياء.
هذا الوضع الصعب دفع الكثير من شركات الحج الى اعادة الكثير من جوازات السفر لأصحابها بعد أن أصبحوا غير قادرين على دفع رسوم الحج. رفع أسعار خدمات الحج إلى جانب التداعيات الاقتصادية التي سببتها جائحة كورونا هي عوامل أدت إلى زيادة تكاليف الحج هذا العام. لذلك ليس بمقدور مكاتب الحج ضبط أسعار الحج.
** الحج بالكفالة
بينما ظروف الحج الاقتصادية لم تمكّن الكثير من المسلمين من أداء فريضة الحج، مشروع “الحج بالكفالة” الذي تنظمه جميعة العون المباشر هذا العام نحو 5 حجاج، يتم اختيارهم وفق ضوابط معينة، تركّز على غير القادرين على دفع تكاليف الحج من الأسر الفقيرة. حيث أطاحت الأسعار الغالية بأحلام الكثير من الراغبين في أداء الحج هذا الموسم، تعمل جمعية العون المباشر الكويتية على تحقيق رغبة غير القادرين على الحج من خلال حملة الحج بالكفالة.
أداء المراسم المقدسة للحج حلم لكل مسلم، فالذهاب الى بيت الله الحرام يتطلب من المسلم ان يتحمّل كلفة ومشقة الذهاب الى مكة. إذ يؤمن المسلمون أن السير في خطى النبي إبراهيم وعائلته وإعادة عيش محنتهم، يطهرهم من كل ذنوبهم، قبل أن يعودوا إلى ديارهم أنقياء، مثل اليوم الذي وُلدوا فيه.
