تعرف على تفاصيل العلاقات الروسية الشيشانية/ من العداوة القديمة إلى الصداقة الوثيقة
العلاقات الروسية الشيشانية/ رجال رئيس الشيشان رمضان قديروف مستعدون للقتال مع بوتين حتى آخر رمق، على الرغم من كونهم ليسوا جنودًا في جيشه وكانوا قد قاتلوا جيشه قبل سنوات. وخاضوا معاركًا طاحنة أمام جحافل موسكو. لكن المعادلة اليوم قد تبدلت. فهم يضربون في الخطوط الأمامية على جبهة أوكرانيا.
العلاقات الروسية الشيشانية لم تشهد من قبل مشهد يعرض فيه أن رجال رمضان قديروف يرفعون أيديهم للدعاء لفلاديمير، عله ينتصر حلف الغرب كله. وهم حتمًا مستعدون للقتال معه، منطلقًا من دولتهم الحبيسة في قلب روسيا الاتحادية، إلى أي جبهة يريدها بوتين.
لو سُئلت يومًا أحدًا عن الشيشان عن العلاقات الروسية الشيشانية، حتمًا سيجيبك عن حروبها مع روسيا وعن الكثير من الشخصيات الشهيرة لمحاربة الروس. فهي الدولة التي لم تهدأ إلا منذ سنوات قليلة، وبقيت تشتعل فيها النيران لسنوات وسنوات. لكنها في نهاية المطاف عادت لحضن روسيا للأبد، وباتت صديقة بوتين، الذي يحبها للغاية.
فهذا قائد الشيشان، وهذا بوتين رئيس قديروف وروسيا الاتحادية كلها. ولعل تلك الابتسامات تظهر لك مدى الحب بين الرجلين ومتانة العلاقات التي بدأت منذ قديروف الأب وصولًا للابن. فضع كوبًا من القهوة وتعال معنا لنغوص في أعماق روسيا الاتحادية وتحديدًا الشيشان المسلمة.
ابحث عني في التاريخ العقلاقات الروسية الشيشانية
- أين تقع دولة الشيشان؟
الشيشان الواقعة في منطقة جبال القوقاز وترسم لها حدودًا واضحة. اليوم يقول التاريخ أن أقدم استيطان بشري على أرضها كان قبل اثني عشر ألف وخمسمائة عام قبل الميلاد، فيما تشير مصادر أخرى وتعقبات أثرية إلى أربعين ألف عام قبل الميلاد. مر على تلك الأرض الكثير من الحضارات والصراعات، وهي جزء لا يتجزأ أبدًا من التاريخ الإسلامي والحضاري.
لماذا يحارب الشيشان مع الروس؟
حكاية تاريخ العلاقات الروسية الشيشانية، معنا تبدأ من القرن الثامن عشر حيث كانت تحكم الشيشان من قبل الدولة العثمانية حتى بدأ الغزو الروسي في العام ألف وسبعمائة واثنين وعشرين للميلاد. وتصاعدت المواجهات بين القياصرة الروس والشيشان لسنوات، ليقود الإمام منصور الحرب ضد الغزو الروسي في العام ألف وسبعمائة وثمانين.
- الحرب الروسية الشيشانية الأولى
وبحلول العام ألف وثمانمائة وثمانية وعشرين وردت العلاقات الروسية الشيشانية في مرحلة جديدة و عمت الحرب كل بلاد القوقاز، وقاد حينها الإمام غازي محمد الداغستاني جموع المقاومين ضد الروس، حتى تسلم القيادة شامل الداغستاني في العام ألف وثمانمائة وتسعة وثلاثين.
والذي وحد كل شعوب القوقاز تحت قيادة واستمر بقتال الروس لخمسة وعشرين عاما و قلبت اوراق العلاقات الروسية الشيشانية. لكن محاولاته انتهت باحتلال الروس لآخر قلاع المقاومة في العام الف وثمانمائة وتسعة وخمسين. حاول الشركس القيام بثورة غاضبة بعد سنوات. لكن القوة العسكرية الروسية أخمدتها بالقوة. ليحكم الروس قبضتهم على الشيشان بحلول العام الف وثمانمائة وأربعة وستين.
وتبدأ حقبة جديدة في العلاقات الروسية الشيشانية مع روسيا القيصرية. لسنا أحفاد لينين. بسطت روسيا القيصرية سيطرتها على الشيشان نعم، لكنها لم تنجح بكبح كل ثوراتها للأبد. ففي العام الف وثمانمائة وسبعة وسبعين، اندلعت ثورة الحركة القادرية وتلاها حملة جديدة من المقاومة الشيشانية.
استمرت حتى العام الف وتسعمائة وسبعة عشر، وبذلك باتت الفترة التي حكمت فيها روسيا القيصرية مليئة بالصراعات والدماء في أرض الشيشان و جعلت الناس يتكلمون عن مجازر روسيا في الشيشان. انهارت القيصرية وجاءت الثورة الشيوعية في روسيا.
هل الشيشان دولة مستقلة؟
العلاقات الروسية الشيشانية لم تنتهي الى هنا و فلاديمير لينين لم يترك الشيشان يواجهون مصيرهم بالاستقلال. فأعلن قيام جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية والتي ضمت بداخلها الأراضي الشيشانية. فباتت الشيشان دولة إسلامية يحكمها الشيوعيون.
ذلك لم يمنع أهل الشيشان من المقاومة. حيث اندلعت أول الثورات في العام الف وتسعمائة وثمانية وعشرين. واستمرت حتى عام الف وتسعمائة وخمسة وثلاثين. وانتهت بمشهد مأساوي تلخص بعمليات اعدام جماعية لقادة دينيين وشيوعيين.
في مقالة العلاقات الروسية الشيشانية لانتكلم عن المسلمين فحسب. في ذات الفترة تصاعدت الشيوعية في الشيشان. ومع ذلك كان الشيوعيون يسعون للاستقلال عن السوفيت. فبدأت ما سميت بالمقاومة المدنية السياسية في أوائل أربعينيات القرن الماضي. واستمرت عامين ولم تختلف نهايتها عن الثورة الأولى. وهذه المرة انتهت بمذابح جماعية. حيث قصفت المناطق الشيشانية بالطيران والمدفعية.
دور اتحاد السوفيتي في العلاقات الروسية الشيشانية؟
في تاريخ العلاقات الروسية الشيشانية، الأعوام التالية كانت أكثر صعوبة على الشيشان. فقد جاء للحكم في الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين. والذي بات كابوسا لمنطقة القوقاز كلها. فمع اندلاع الحرب العالمية الثانية ودخول السوفيت فيها اتجهين الى الشيشان تحديدا. اذ اعتبرهم انفصاليين ويدعمون المانيا النازية ويسعون ايضا لانتصارها بهدف حصولهم على الاستقلال.
- من أعطى الحكم الذاتي للشيشان؟
فكان الحل لديه تهجير اهل الشيشان. كما استخدم من شبابهم في الصفوف الأمامية بالحرب. وفي أعمال الصخرة وحفر الخنادق ما أدى لمقتل الآلاف منهم. في العام 1944 وردت العلاقات الروسية الشيشانية في مرحلة جديدة و أسس ستالينو جمهورية الشيشان ذات الحكم الذاتي. لكنه في الحقيقة أسس جمهورية دون شعب يذكر.
ولكن الفرحة الناشئة من حصول الشيشان على الحكم الذاتي لم تدوم طويلا، ففي العام التالي قام نفسه بتهجير سكان الشيشان وشعوب الانجوش الى جمهوريات آسيا الوسطى و تراجعت العلاقات الروسية الشيشانية مراحل للوراء. كانت العواقب لهذا التهجير كارثية وبعيدة المدى. فمن بين أربعمائة وستة وتسعين الف شخص من الشيشان والانجوش الذين جرى ترحيلهم هلك ربعهم على الأقل في تلك العملية. وتظهر سجلات الأرشيف ان أكثر من مائة الف شخص ماتوا أو قتلوا أثناء عمليات الحشد والاجلاء.
وكذلك سنواتهم المبكرة في المنفى في الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية كازاخستان وجورجيا بالإضافة إلى جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية. حيث أرسلوا الى العديد من معسكرات العمل في المستوطنات القسرية. وخلال ذلك الوقت باكمله كانوا تحت الاشراف الاداري لموظفي المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية ناهيك عن اعتقال الالاف في معسكرات مغلقة في سيبيريا وذلك باعتبارهم مثيري للشغب والفتن داخل المجتمع.
العلاقات الروسية الشيشانية نحو التحسين
وبقي الوضع على حاله حتى وفاة ستالين. حيث سمح لشعوب الشيشان بالعودة لأراضيهم في العام الف وتسعمائة وسبعة وخمسين. وتأسيس جمهورية تخضع لحكم ونفوذ الروس بالكامل. وبقيت بذلك تابعة للاتحاد السوفيتي حتى انهياره. لكن القصة لم تنته هنا والموت قادم.
أرض الحروب؛ الحرب الروسية الشيشانية الثانية
أغسطس من العام 1991. استهدفت محاولة انقلابية عزل آخر الرؤساء السوفييت ميخائيل غورباتشوف خلال عطلته الصيفية في جزيرة القرم. فشل الانقلاب حينها فعلا لكنه دق المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفيتي.
وفي ذات الوقت وفر فرصة كبيرة لبورسيلتسون لخطف الأضواء وتكريس شرعيته كوريث سياسي شرعي للاتحاد المتهاوي. مما مهد لبزوغ نزعة انفصالية شاملة جمهوريات السوفيتية السابقة. من بين تلك الجمهوريات كانت الشيشان المتعطشة للاستقلال. العلاقات الروسية الشيشانية ترتب اوراقها من جديد، فهناك أعلن الضابط السامي في الاستخبارات السوفيتية جوهر دودييف استقلال الشيشان وانجوشيا. ذلك بعد يومين فقط من الانقلاب الفاشل. اعتقد دودييف بذلك التحرك أنه سينال رضا يلتسن ويظهر وقوفها بجانبه.
انفصال انجوشيا عن الشيشان
الأحداث المرتبطة بـ العلاقات الروسية الشيشانية تسارعت بوقت قياسي في القوقاز عامة. انجوشيا انفصلت عن الشيشان وشكلت دولة خاصة بها. يلتسن كان ينظر بقلق لما يحدث في القوقاز. لكن الأوضاع في موسكو كانت تفرض التعاطي مع أولويات أكثر حيوية قبل البت في الملف الشيشاني. وإن كان يلتسين لم يستسغ انفصال الإقليم وكان مصممًا على استرجاعه حين تسمح الظروف بذلك.
مع ذلك، عمل نظام يلتسن على دعم قيادات شيشانية مناوية لدودييف ودفع قيادات محلية عسكرية إلى الانضمام إلى حمل ضد عقابه على رفض التوقيع على معاهدة الاتحاد الروسي التي عرضت للتوقيع في مارس من العام 1992، والتي كانت الشيشان الإقليم الوحيد الذي امتنع عن توقيعها.
بهذا انقلبت معادلة العلاقات الروسية الشيشانية من العمل مع يلتسين إلى معاداته. بحلول نهاية العام 1994، استقرت الأوضاع ونجح يلتسين في ترتيب البيت الروسي. وكان استرجاع الشيشان هو الخطوة التالية على الأجندة السياسية ليلتسين، الذي كان يسعى للظهور بمظهر الزعيم القوي والقائد الذي يعمل على تحقيق وحدة روسيا وتعزيز دورها ومكانتها كوريثة للاتحاد السوفيتي.
ولكن بعد ذلك، تسارعت احداث العلاقات الروسية الشيشانية بسرعة. في نوفمبر من العام 1994، حدث انقلاب عسكري في نظام دودييف وحرب استمرت لاحقًا. نتيجة لذلك، قامت موسكو بغزو الشيشان في عام 1995 وأرسلت ثلاثين ألف جندي إلى هناك. وقد دخلوا العاصمة جروزني بعد قصف مدفعي وجوي، مما بدا شبيهًا بالحرب. شهدت المعارك مقتل خمسة آلاف عسكري روسي مقابل خمسة وعشرين ألف شيشاني، معظمهم من المدنيين.
وقف اطلاق النار و بدايته بعد قليل!
نتج عن ذلك نزوح نحو نصف مليون شخص من السكان. في يونيو من العام نفسه، قبل الشيشانيون التوقيع على وقف إطلاق النار، لكنهم عادوا سرعان ما استؤنفوا النزاع بعد ذلك. اشتدت المواجهات في العمق الروسي، وقاموا بحجز رهائن في مستشفى في بودينوفسك في يناير من العام 1996.
- عاهدوا و لم يفوا به!!
وانتهت العملية بمقتل العديد من الأشخاص. في يوليو من العام نفسه، أعلن الشيشانيون وقف إطلاق النار مرة أخرى، لكنهم عادوا مجددًا إلى حمل السلاح وزادوا من عملياتهم في الأراضي الروسية. وقاموا بحجز رهائن في كيزليار في يناير من العام الف وتسعمائة وستة وتسعين. وانتهت العملية بمقتل ما بين خمسين ومائة وخمسين شخصًا.
في ربيع ذلك العام، تمكنوا من اغتيال جوهر دودييف بقصف صاروخي بعد رصد مكالمة هاتفية له. لكن ذلك الاغتيال لم يوقف الشيشانيين، الذين واصلوا المقاومة بشراسة واستفادوا من تدفق مقاتلين من أفغانستان.
- معركة جرزوني الثانية
مع تفاقم وضع الجيش الروسي واقتراب الانتخابات الرئاسية، أعلن يلتسين وقفًا لإطلاق النار مع بداية الصيف. ولكن الشيشانيين كانوا قد استعدوا لمعركة جروزني الثانية، وتمكنوا من استعادة المدينة في السادس من أغسطس. وقد أثار هذا الانقلاب صدمة كبيرة في الرأي العام الروسي، الذي بدأ يعبر عن استياءه من الحرب ويشكك في جدواها.
نهاية الحرب الشيشان الاولى
في الثلاثين من أغسطس بدأ مرحلة جديدة في العلاقات الروسية الشيشانية و نجح رئيس مجلس الأمن القومي الروسي المعين حديثًا، الكسندر ليبيد، في إقناع الشيشان بالتوقيع على اتفاق لوقف القتال مقابل انسحاب القوات الروسية. وهكذا تم إنهاء حرب الشيشان الأولى بعد أن خلفت العديد من القتلى ودمرت مناطق شبه كاملة.
مع ذلك استمر بوتين بعمليات الترميم داخل الشيشان، حيث أُجرِيَت انتخابات رئاسية فاز فيها أحمد عام 2003، لكن حكمه لم يدم طويلاً. في مايو من العام 2007، وقع انفجار ضخم في ملعب دينامو بالعاصمة جروزني، أسفر عن مقتل قديروف وعدد من مرافقيه ووزرائه.
- رمضان قديروف رئيسا للوزراء
وتبناه القائد الشيشاني شامل باسييف حينها، وعين بعد ذلك ألخانوف رئيسًا للشيشان. ورمضان قديروف نجل الرئيس السابق أصبح رئيسًا للوزراء، وكثف من دعمه للحكومة الجديدة. في مارس من العام الفين وخمسة، قتل كوماندو روسي الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف، وقرر بعدها قادة المقاومة تسمية عبدالحليم سعد اللئيف رئيسًا جديدًا والقائد العسكري شامل باسييف رئيسًا للوزراء.
وهو منصب ظل يشغله حتى مقتله في العاشر من يوليو من ذات العام. أدى رحيل باسييف وقبله القائد خطاب أو سامر السويلم، إلى اضعاف المقاومة الشيشانية التي كانت بتبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي نزعت عنها كثيرًا من شرعيتها السياسية واصبغت عليها صبغة الإرهاب. فباتت غير معترف بها، ويميل العالم كله للتعامل مع الحكومة والدولة التي دشنتها موسكو بقيادة قديروف. لتنتهي حروب الشيشان بانقلابات واغتيالات وتحركات سرية و تفتح صفحة بيضاء في كتاب العلاقات الروسية الشيشانية.
رمضان قديروف، رئيسا للشيشان
بعد أن وضع نجل الرئيس السابق رمضان قديروف رئيسًا للوزراء، تصاعدت قوته سريعًا داخل الدولة ودائرة بوتين المقربة، حتى بات واحدًا من المفضلين لدى الرئيس الروسي في الشيشان. وعلى أثر ذلك نجح رمضان بالوصول لما يريده في نهاية المطاف و تحسين العلاقات الروسية الشيشانية.
ففي العام الفين وسبعة، رشحه بوتين لرئاسة البلاد، ووافق البرلمان الشيشاني على الفور. قربه من بوتين وقوته داخل الشيشان ساعده خلال عامين فقط على السيطرة الكلية على الأراضي الشيشانية بكل حزم، حيث واجه معارضيه بالقوة والعنف. وفي الوقت نفسه، أسس اجهزة أمنية متينة للغاية وارتبط باتصالات وثيقة مع الاستخبارات الروسية، مما مكّنه من تثبيت حكمه في الشيشان و توسيع العلاقات الروسية الشيشانية خلال حكمه.
ولطالما أظهر قاديروف دعمه الكلي لبوتين في مختلف المناسبات. ففي العام 2014، حشد أكثر من مائة ألف شيشاني احتفالاً بعيد ميلاد بوتين، وخلال حرب بوتين على أوكرانيا، كان قديروف أحد أوائل الداعمين له وأرسل مئات المقاتلين للقتال مع الجيش الروسي هناك. ليبقى رئيس الشيشان القوي الذي أعاد البلاد، ولكن بعلاقات وثيقة مع موسكو. وقد كنا قد روينا الكثير من القصص عن قديروف في المقالات السابقة
الشيشان بين الانهيار والصعود
انهار الاقتصاد الشيشاني خلال الحروب المتتالية، وحاولت الحكومة المستقلة تغيير الروبل الروسي إلى عملة مستقلة جديدة، لكن محاولتهم فشلت بسبب احتلال القوات الروسية للشيشان خلال حرب الشيشان الثانية. بعض التقديرات تشير إلى أن ثمانين بالمائة من مقدرات الاقتصاد الشيشاني قد تدمرت خلال الحرب.
بدءًا من عام الفين، بدأ الاقتصاد في التحسن، حيث تمت إعادة إعمار أجزاء من العاصمة جروزني، وتحسن الوضع السياسي قليلاً مما سمح ببدء أنشطة سياحية في الشيشان. قطاع البترول كان أول ما تمت إعادة بناؤه بعد الحرب في عام 2003، حيث أنتجت الشيشان مليونًا ونصف المليون طن متري من النفط خلال السنة، وهو إنتاج متواضع مقارنة بمعدلات الإنتاج في ما قبل الحرب.
بحلول عام 2006، تم بناء تسعمائة مبنى سكني في جروزني من أصل ما يزيد عن ستين ألف مبنى تم تدميرهم خلال الحرب. واستمر البعض في العيش في منازل شبه متهدمة بدون تدفئة ولا تمديدات مياه دائمة. تم استعادة حركة القطارات إلى طبيعتها بحلول عام 2005، وتمت إعادة افتتاح مطار جروزني في عام 2007.
المصدر الرئيسي للاقتصاد الشيشاني هو النفط، وتعد الشيشان واحدة من أقدم مناطق النفط والغاز في روسيا، وترتكز معظم حقول النفط تاريخياً في محيط جروزني. وتبلغ احتياطات النفط في الشيشان حوالي ستين مليون طن. إلى جانب النفط والغاز الطبيعي، يوجد أيضًا موارد أخرى مثل الجبس والمار والحجر الجيري والحجر الرملي تستخرج في الجمهورية.
وتشمل الميزة الرئيسية والأكثر شهرة في الاقتصاد الشيشاني الدعم المادي الكبير الذي تتلقاه الجمهورية من موسكو، حيث يصل إجمالي المساعدات إلى ما يصل إلى ستين مليار روبل في المتوسط. وفقًا لهذا المؤشر، تعد الشيشان واحدة من المناطق الثلاث المدعومة من روسيا.
الشيشان مرت بالعديد من المراحل والتحولات من القيصرية الروسية إلى السوفيتية ثم حروب الاستقلال والمقاومة والعودة لحضن روسيا. ولكن المفارقة هي أن شخصًا واحدًا نجح في ضمها بقوة وحزم، وهذا الرجل هو فلاديمير ديمتروفيتش بوتين.