تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل/ من الفرار الى الدمار!
تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل/ هلع يجتاح الإسرائيليين. يفرون خارج البلاد بحثا عن مأوى آمن. مدن إسرائيل تحولت إلى مدن أشباح بين ليلة وضحاها. وبلدات كاملة اختفت الحياة فيها. هذا لا أكتوبر ليس كأي أكتوبر بل لحظة واحدة انقلب حال إسرائيل تمامًا. وتل أبيب تطلق نداء لأكبر عملية استدعاء عسكري منذ حرب عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين.
أظهرت تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل نفسها اول في الاقتصاد الإسرائيلي و جعلته يتأرجح على حافة الهاوية. بعدما أصبح اقتصاد حرب.
و تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل هي جعلت النتنياهو المغضوب عليه يواجه خطر السقوط أكثر من أي وقت مضى. وهنا نروي لك القصة. كيف تغيرت ملامح الحياة في إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر.
تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل
- إسرائيل من الداخل
احدى تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل هي أن تعيش إسرائيل حالة خوف واستنفار. ففي أكبر حركة استدعاء للجنود الاحتياطيين منذ حرب أكتوبر ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين، استدعت تل أبيب ثلاثمائة ألف جندي احتياط منذ اندلاع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي. هذا الإجراء يكشف عن مدى خوف وتوتر النظام الإسرائيلي أمام تصاعد الصراع مع فلسطين.
بحسب الأدميرال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي احدى تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل هي أن بلاده لم تسبق لها استدعاء جنود احتياط بهذا العدد الضخم. يهدف نظام الاحتياط إلى تعزيز القوات المسلحة في أوقات الحرب على الأرض وفي البحر وفي الجو. تضم القوة الاحتياطية الإسرائيلية حوالي أربعمائة وستة وخمسين ألف جندي، وهو ضعف عدد الجنود النشطين في الخدمة الإلزامية.
استدعاء هذه القوة الهائلة يؤثر بشكل كبير على الحياة العامة والوضع الاقتصادي في إسرائيل و هذا يجعل تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل باهذا الثمن. حيث يتوجب على الكثيرين ترك وظائفهم لخدمة بلادهم في ساحات القتال. حتى الأطباء في المستشفيات تم استدعاؤهم والبحث عن بدلاء لتغطية النقص الحاد في هذا القطاع الحيوي. أصبح الاقتصاد الإسرائيلي اقتصاد حرب. فالجيش صارت له أولوية في كل شيء.
في توفير المواد الغذائية والوقود وحتى المرور في الطرقات من الممكن أن نشاهد تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل. مع فرض قانون الطوارئ وسريان القوانين العسكرية على الجميع، انعكس ذلك على السياحة التي تعاني ركوداً كبيراً نتيجة خوف السياح من زيارة دولة تعيش حالة حرب معلنة. وقد يؤدي تمديد فترة الطوارئ إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية ونقصها.
تقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنه لم تتسبب أي حرب خاضتها إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة عقود في خمس الأضرار التي تسببها الحرب الحالية. فالضربات التي توجهها الفصائل الفلسطينية والحرب المستمرة على قطاع غزة تسببت في نزيف بورصة تل أبيب وقيمة الشيكل. وهذا دفع الى وصف هذه الأضرار بأنها أكبر بكثير من تأثير الجائحة التي أحدثها فيروس كورونا.
تراجعت بورصة تل أبيب بنسبة تقارب عشرة بالمائة منذ بداية طوفان الأقصى. ووصل سعر الشيكل إلى أدنى مستوى له في ثمان سنوات حيث أصبح الدولار الواحد يساوي أربعة شيكل. وفي التاسع من هذا الشهر أعلن بنك إسرائيل المركزي عن بيع ما يصل إلى ثلاثين مليار دولار من العملات الأجنبية في الأسواق المحلية.
وهذا يمثل نسبة تقارب خمسة عشر بالمئة من إجمالي احتياطي البنك النقدي البالغ مائتي مليار دولار، وذلك للحفاظ على استقرار الشيكل ومواجهة التقلبات الناجمة عن الوضع الحالي والحرب.
تقارير نشرت في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أشارت إلى زيادة المخاوف من تصاعد الأضرار الاقتصادية إذا استمرت الحرب لمدة أطول. وفي الأسبوع الماضي، قدر بنك هبوعليم الإسرائيلي تكلفة الخسائر الأولية التي مني بها الاقتصاد منذ بداية الطوفان الأقصى بحوالي سبعة وعشرين مليار شيكل، أي ما يقرب من سبعة مليارات دولار.
هذه الخسائر الاقتصادية تظهر المعاناة الكبيرة التي تواجهها إسرائيل جراء التصاعد الحالي للصراع.
هروب جماعي من إسرائيل
لم تكن الهجمات التي شنتها الفصائل الفلسطينية على غلاف قطاع غزة ومستوطناته مجرد معركة عسكرية فقط بل تسببت في تآكل الهوية الإسرائيلية. فمع تصاعد ومشاهد الفرار الجماعي للمستوطنين وعجز الجيش الإسرائيلي عن التصدي، جاءت مشاهد أخرى من تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل و بدأ الإسرائيليون يفرون من بلادهم إلى الخارج.
هذا الهروب الجماعي يعكس خوفاً شديدًا ومعاناة من المشاكل الداخلية المتزايدة. فمطارات إسرائيل تشهد ازدحاماً غير مسبوق ومعظم المغادرين لا يعودون. البعض فر إلى تركيا والبعض الآخر إلى قبرص وغيرها. يظهر الأمر أن إسرائيل لم تعد مكانًا آمنًا بالنسبة لمواطنيها.
الشكوك في أمان الدولة ومستقبلها
احدى تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل هي الشكوك التي أدت الى اثارة تساؤلات خطيرة و أصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيرات بعدم السفر إلى تركيا والمغرب، خوفًا من أن يكونوا هدفًا للانتقام بسبب الحرب في غزة. تم رفع مستوى تحذير السفر إلى تركيا إلى المستوى الرابع، ودعوا الإسرائيليين لمغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن. بالنسبة للمغرب، تم تصنيف التهديد على مستوى ثان، لكن إسرائيل فاتها أن تعلن مستوى التهديد داخل بعض مدنها.
بعد الهجمات الأخيرة، تغيرت الحياة اليومية في إسرائيل. شوارع كثيرة فارغة الآن من السكان والمارة والمحال التجارية مغلقة. كثير من المدن وصفها الإعلام الإسرائيلي بالمدن الخالية. فهذه مدينة أسديروت تحولت إلى مدينة أشباح. حتى في القدس القديمة، تحديدًا في سوق خان الزيت، لم تفتح إلا عدد قليل من المحلات. وحتى المنتجات في محل بيع الخضار تبدو ذابلة بسبب الإغلاق. الناس يعيشون في حالة من الخوف والقلق.
لمعالجة تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل، تعمل اللجنة المالية في الكنيست الإسرائيلي على طرح برنامج لمساعدة المتضررين من الحرب. ستكون التكلفة باهظة هذه المرة، نظرًا لحجم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد، والتي تفوق ما سببته جائحة فيروس كورونا على مدى أشهر طويلة.
ستمنح تعويضات ليس فقط للمستوطنات المحيطة بالحدود، بل أيضًا للمدن المحيطة بها، بما في ذلك مدينة أوفاكيم في صحراء النقب ومدينتي عسقلان على ساحل البحر المتوسط. ستمنح التعويضات لخسارة الدخل والأضرار التي لحقت بالممتلكات. والآن، يتم إخلاء البلدات الصهيونية القريبة من غلاف غزة. وقد تم بالفعل نقل أكثر من عشرة آلاف إسرائيلي من بلدات منطقة الغلاف إلى مدينة إيلات في الجنوب.
جاءت هذه الخطوة مع تصاعد التوترات والهجمات على غزة من جانب إسرائيل. وفي الوقت نفسه، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر لسكان مناطق شمال قطاع غزة بضرورة الانتقال إلى المناطق الجنوبية. ورغم ذلك، تشير التقارير إلى أن عددًا من عناصر حركة الفصائل لا يزالون متمركزين داخل غلاف قطاع غزة، ويشتبه بوجودهم في المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة حتى الآن.
نتنياهو، رئيس الوزراء الصهيوني الملقب بالملك بيبي، يواجه الآن أزمة تهدد بشكل كبير استمراريته في الحكم. يخوض حربًا عسكرية ضد الفصائل في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه يواجه معركة سياسية للبقاء في منصبه وللحفاظ على إرثه.
نتنياهو، الذي يعتبر أطول رؤساء وزراء إسرائيل في تاريخها، يجد نفسه في موقف صعب بسبب التقصير في الاستخبارات والأمان خلال الهجمات التي شنتها الفصائل. هذا الموقف تسبب في توجيه انتقادات حادة لحكومته، مما أثر سلبًا على مكانته.
العديد من النقاد يرون أن نتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عما حدث، بالرغم من أن الفشل الاستخباري والعسكري. الا انه بحكم منصبه فهو المسؤول الأعلى عن الشؤون الأمنية والخارجية في إسرائيل. هناك أيضًا انتقادات تجاه نتنياهو لسياسته اليمينية المتطرفة بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة، مما أدى إلى تصاعد التوترات ومنح الفصائل الفرصة لتنفيذ هجماتها بنجاح وفقًا لبعض المراقبين.
تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل لن تقتصر على حدود الاقتصاد أو السياسة بل وصل الى المغتصبين الاسرائيليين و تجمع عشرات الإسرائيليين أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب في اعتصام، مطالبين بالإفراج عن الأسرى لدى الفصائل في قطاع غزة، وحتى يستقيل رئيس الوزراء، تم نصب خيمتين أمام واجهة الوزارة، إحداهما أمام المدخل الرئيسي والأخرى في نفس الشارع. الغريب أنه أيضًا نُصِبت خيمة لمجموعة من الإسرائيليين المتدينين، الذين كانوا يدعمون نتنياهو.
تداعيات طوفان الاقصى على اسرائيل كان من المتوقع أن يؤثر على استمرارية نتانياهو في الحكم الا و أن المغتصبين الاسرائيليين باتوا يطالبون برحيله بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، واستمرار احتجاز الأسرى لدى الفصائل. المعتصمون قاموا بتثبيت صور لمعظم الأسرى المحتجزين لدى الفصائل في قطاع غزة، بينهم جنود إسرائيليون اختُطفوا خلال عملية “طوفان الأقصى”. تظهر بعض اللافتات مطالبة بالتحقيق مع رئيس الوزراء وأعضاء حكومته بشأن الفساد، وأخرى تعرض صورًا لهم وهم خلف قضبان السجن.
يرى محللون أن نتنياهو لن يسلم من تأثير الحرب الحالية على مستقبله السياسي، وأن الطريقة التي ستنتهي بها الحرب ستحدد مدى الضرر الذي سيلحق بحكومته و التداعيات لن تؤثر فقط الحدود الاسرائيلية بل و هي عرضت صورة اسرائيل الحقيقية لجميع العالم و بدا الكل من كراهيته للصهاينة.