لماذا تُعد اسرائيل أخطر أعداء الأمة الإسلامية ؟
تُعد مراسم الحج وشعائره قادرة على توحيد جميع مسلمي العالم لفتح جبهة شعبية وتوجيهها ضد النفوذ الإسرائيلي في العالم الاسلامي. لماذا تُعد اسرائيل أخطر أعداء الأمة الإسلامية ؟.
إن أطماع الكيان الاسرائيلي تمتد في المنطقة بأسرها، وإن أرض الحرمين هي الجوهرة الكبرى التي يسعى الكيان الصهيوني للحصول عليها، فهي تُعد قلعة السنّة الاخيرة وعاصمة الإسلام التي أرادوا بسط سيطرتهم عليها.
وكما اشار الخبير في القضايا الإقليمية د. بدر علي محمد العارضي، إلى ضرورة استثمار موسم الحج لتعزيز التضامن والانسجام في العالم الإسلامي، والى ضرورة توجيه هذه الجبهة لمواجهة الكيان الإسرائيلي، مؤكدا انه يمكن للحج أن يخلق جبهة شعبية واسعة ضد هذا الاختراق.
وحول إمكانات الهائلة للحج هذا العام واستثمارها في تعزيز الوحدة في العالم الإسلامي، والكشف عن نوايا الكيان الصهيوني في التقرّب من الدول الإسلامية والعربية، نوه الى ان الحج يعد مناسبة روحية وسياسية مهمة للغاية. فالحج هو مركز الاستشارات الشعبية بين الدول الإسلامية خارج سيطرة الحكومات. وبالتالي فإن شرح البعد الروحي والسياسي لهذا الواجب يمكن أن يساعد في زيادة تقارب الأمة الإسلامية بين بعضهم البعض.
یحاول الکیان الاسرائیلي التأكيد كلُّ عام على المجازر التي اُرتكبت بحق اليهود إبان الحكم النازي في ألمانيا، شارحا للعالم أجمع كميّة العذابات التي تلقاها اليهود على أيدي الجنود الألمان في معسكرات الاعتقال، وعلى هذا فإنّ أي عملٍ عُنصري من شأنه أن ينسف تلك الرواية من أساسها، وهو ما نشهده اليوم في كافة مفاصل الحياة بکیان الاحتلال، فالعنصرية لدى سكان وسياسيي ذلك الكيان أشبه بما يمكن وصفه بالهواء الذي يتنفسونه، والروايات عن عنصريتهم تكاد تستحوذ على تغطية وسائل الإعلام.
- عنصرية المجتمع الاسرائيلي
** عنصرية اليهود ضد اليهود
كل من يعتقد أن المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع متجانس أو متناغم أو متعاضد فهو واهم، فالواقع الصهيوني غير ما يتم بثة عبر وشائل الإعلام الاسرائيلية.
بداية؛ المجتمع اليهودي يؤمن بأن اليهود الأوروبيّون هم اليهود الأصليين فقط، وأنهم المواطنون ذووا الدرجة الأولى، أما بقيّة اليهود؛ فهم ليسوا أكثر من مواطنون درجة ثانية.
وهنا يجب أن يعلم الجميع أن اليهود الأحباش هم المثال الأبرز على العنصرية والذي يمكن مشاهدته في كيان الاحتلال بوضوح.
فالعالم جميعه يشهد ويرى في الكثير من الأوقات وبشكل متكرر بإستمرار المظاهرات التي ينظمها اليهود من أصول إثيوبية ضد التمييز الذي يعانونه من قبل باقي مكونات المجتمع الإسرائيلي، ومن أبرز الشعارات التي يرفعها هؤلاء أن ما يقاسونه هناك يُعتبر عقوبة من دون محاكمة، مطالبين بإيقاف تعسف شرطة الكيان مع اليهود السود.
فيما يعاني اليهود السود تسلط الكنيسة الأرثوذوكسية اليهودية المتطرفة، التي غالبا ما تتهم يهود إثيوبيا بأنهم مرتدين.
** عنصرية اليهود ضد المسيحيين
منذ احتلال اليهود واغتصابهم للأراضي الفلسطينية حمل اليهود أمراضهم العنصرية معهم الى الاراضي العربية والاسلامية المقدسة. وهنا لن نتطرق للعنصرية ضد المسلمين السكان الأصليين لتلك الأرض، حيث تجاوزت عنصرية هذا الكيان لتصل إلى المسيحيين، حيث عمل كيان الاحتلال على تفريغ المدينة المقدسة من سكانها المسيحيين، ناهيك عن التضييق على الكنائس ولا سيما كنيسة القيامة “مهد السيد المسيح عليه السلام”، وذلك من خلال سن قوانين من شأنها أن تحمل الكنائس أعباء غير قادرة على تحملها، ولا سيما الضرائب.
ومازال الى يومنا الحالي يحاول اليمين اليهودي فرض القوانين المجحفة بحق الكنائس عبر تمريرها ومصادقة هذه القوانين عبر الكنيست الاسرائيلي. فقد بدا بحملة احتجاج ضد القوانين الإسرائيلية القاضية بفرض الضرائب على الكنائس من خلال قانون “ضريبة أملاك”، ما من شأنّه أن يُغيّر اتفاقا تجاوز عمره مائة وثمانية وستون عامًا، يمنع فرض أيّ نوع من الضرائب على الأماكن المقدسة والأديرة والمدارس والمستشفيات التابعة لها، حيث لا تتلقى الكنائس هناك أي تمويل من حكومات، إنّما تقوم بتلبية احتياجاتها من خلال التبرعات الشخصية الضئيلة أصلًا.
** عنصرية اليهود ضد المسلمين
بخصوص عنرية اليهود ضد العرب فهي ليست خفية على أحد في العالم، إذ يزخر المجتمع الإسرائيلي بألوان العنصرية، ضد العرب الذين يعيشون في داخل الكيان “عرب 48″، ومن أبرز أمثلة هذه العنصرية ما كتبه الطبيب الإسرائيلي “رومان بادييف” وهو العامل بمشفى الكرمل بمدينة حيفا بموقع فيسبوك حيث يقول: “لا يوجد داعيا لاستقبال المرضى العرب”، داعيا إلى عدم الالتفات للمرضى العرب الذين يأتون إليه في قسم عمليات الصدر والقلب!.
اضف الى ذلك ما كشفت عنه صحافة الاحتلال الاسرائيلي، حيث أكدت صحيفة “هآرتس” وجود سياسة ممنهجة داخل المستشفيات الإسرائيلية مفادها الفصل بين الأمهات الوالدات العربيات واليهوديات، وهي سياسة تعتمدها مشافي الكيان بهدف زيادة حالة العنصرية داخل كيان الاحتلال.
وشهد الجميع مؤخرا عنصرية الكيان الاسرائيليمن خلال خلال آخر قوانينه التي سنّها الكنيست والذي أقر فيه أن هذا الكيان أول كيان في العالم قائم على أساس ديني، متناسيا التعدد الديني والعرقي الموجود داخل الأراضي الفلسطينية منذ آلاف السنيين، وهو بهذا القانون ضرب بكل ذلك التعدد عرض الحائط، مؤكدا على لون واحد يستحق الحياة على تلك الأرض “حسب زعم القانون” وهم اليهود، أما باقي الأعراق الأديان من عرب وآراميون وسريان وأوروبيون وزنوج ومسلمون ومسيحيون فهم ليسوا أكثر من عبيد عند اليهود كما يقرئون أبنائهم في مدارسهم، وهو ما أكد عليه قانون يهودية الدولة.
** مواجهة اسرائيل
فبغض النظر عن البعد الروحية والاسلامي والعبادي لمراسم الحج، فإن البعد السياسي لهذه المناسبة مهم وفعال جداً، لأن العالم الإسلامي كان ومازال يعاني منذ سنوات عديدة من الكيان الصهيوني بإعتباره ورم سرطاني في المنطقة.
لذلك يُعتبر الحج وتواجد المسلمين في هذا المكان فرصة كبيرة يجب استثمارها لشرح حقيقة أهداف إسرائيل في توثيق العلاقات مع الدول الإسلامية والعربية في المنطقة، وأنه يجب تصميم آليات لمواجهة هذا الخطر وهذا الورم الزاحف حبر توحيد المسلمين جميعا عبر تشكيل جبهة شعبية اسلامية.
التطورات الإقليمية في وقتنا الحالي تشير إلى نمو وتطور وتعاظم قوة الردع لحركات المقاومة في المنطقة التي ترفض تماما هذا الكيان وتحاول ازالته من الخريطة. في هذه الحالة، إذا تم استشمار موسم الحج وتم شرح اهداف هذه التحالفات للمجتمع الإسلامي والدولي، ولا ننسى ان تطبيع العلاقات مع إسرائيل ما هو الا لحماية امن هذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين. ومن ناحية اخرى هذه التحالفات تتم بين سلسلة من القبائل مع حكومة غير شرعية، وسنرى قريبا كيف ستنكسر هذه المعاهدة.