بعد قراءة مقالة معلومات عن تاريخ غزة ستحصل على معلومات لاتعرفها من قبل. على الرغم من أن تتعرض غزة منذ سنوات طويلة لحصار شديد يعاني أهلها من الصعاب والفقر، ويتمنون أن يعيشوا حياة كتلك التي عاشها آباؤهم وأجدادهم و هذا صار سبب للبحث عن معلومات عن تاريخ غزة. فقد عرفت مدينتهم تاريخًا طويلاً مزدهرًا ولافتًا من الأحداث السياسية المفصلية ومن الشخصيات العلمية المرموقة.
معلومات عن تاريخ غزة
1.مدفن جد رسول الله(ص)
أول معلومة من معلومات عن تاريخ غزة هي أن هذه الارض يكفيها فخرًا أنها مدفنا لجد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم هاشم بن عبد مناف القرشي في تجارة له، وهولا يزال شابًا ابن 25 مع أخيه عبد الشمس، وسُميت لهذا السبب بين العرب “غزة هاشم”.
2.مولد الإمام الشافعي
المعلومة الثانية من معلومات عن تاريخ غزة هي أنها مولد الإمام الشافعي مؤسس المذهب الشهير وأحد أشهر علماء الإسلام.والحقيقة أن لغزة تاريخًا طويلاً يعود جذوره في عمق التاريخ والحضارة.
3.مدى الحياة البشرية و الحضارية في الغزة يصل الى 3300 عام قبل الميلاد
المعلومة الثالثة من معلومات عن تاريخ غزة هي أن يُقدر بعض العلماء وجود الحياة البشرية والحضارية فيها إلى 3300 عام قبل الميلاد وربما أكثر من ذلك. وقد عرفت هذه المدينة الكثير من الأمم التي وفدت عليها من الشرق والغرب.
4.اسم غزة يتبدل بتبدل الأمم التي صارعت لاجلها
المعلومة الرابعة من معلومات عن تاريخ غزة هي أن اسم هذه الارض قد تغيرت و تبدلت اسمها بتبدل الأمم التي صارعت، وكان العرب ولا يزالون يسمونها غزة، والكنعانيون هزات، والمصريون القدماء غازات، والآشوريون عزاتي.
5.ما تعني كلمة غزة؟
المعلومة الخامسة من معلومات عن تاريخ غزة هي ان من المؤرخين اليونانيين القدماء من يقولون إن “غزة” مشتقة من “العزة” وهي المنعة والقوة، ومنهم من يقول أن معناها الكنز الملكي أو الثروة. وكان من بنوا هذه المدينة أول ما بنوها قد اختصبوا موقعها وصلاحها للعيش، وكانت غزة على مر العصور ذات صلة وثقة بالعرب والحياة العربية. حيث ارتادها العرب بل يُقال إنهم أول من بناها من البشر باعتبارها قريبة من الجزيرة العربية، أرض اللبان والتوابل وغيرها مما كانت تحتاج إليه مصر الفرعونية في طقوسها الدينية وتحنيط أجسام موتاها.
6.المعينيون و غزة
المعلومة السادسة من معلومات عن تاريخ غزة هي تتكلم عن حضارة المعينيون و صلتهم بغزة. أسس المدينة العرب المعينيون، وهم قوم قدموا من جنوب الجزيرة العربية قبل الميلاد بأكثر من 3000 عام. استوطنها السبئيون اليمنيون من أبناء قحطان، وهم قوم اشتهروا بالتجارة وبسد مأرب الشهير، وكانوا يقدمون بتجارتهم إلى غزة حتى هزموا المعينيين فيما بعد واستولوا على ملكهم، ومن جملتها غزة.
7.أقوام التي تمكنت من انشاء حكومتها في غزة
المعلومة السابعة من معلومات عن تاريخ غزة هي أن قد مرت على المدينة أقوام أخرى من العرب والعبرانيين والكنعانيين والمديانيين أحفاد إبراهيم عليه السلام وغيرهم. كما احتلها الفرس والمصريون القدماء حتى استقرت قبل مجيء الإسلام تحت سيادة البيزنطيين الروم. وفي تلك المرحلة كان العرب في تجارتهم إلى الشام ومصر يأتون إليها ويستقرون بها، وكانت غزة مفتاح القدس بعدما نجح المسلمون في القضاء على المرتدين في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وشرعوا في فتوحات الشام والعراق.
8.غزة مفتاح القدس
المعلومة الثامنة من معلومات عن تاريخ غزة: دعا أبو بكر عمرو بن العاص فسلم اليه الراية وقال: “قد وليتك على هذا الجيش” يعني أهل مكة والطائف وهوازن وبني كلاب. فانصرف إلى أرض فلسطين، وفي فلسطين نجح عمر نجاحًا كبيرًا في تقدمه حتى وقعت معركة داثن، وهي قرية تابعة لغزة في ذلك الوقت واحدة من أهم المعارك الفاصلة للوجود البيزنطي في كامل فلسطين. وكما يقول الطبري في تاريخه اقتتلوا فيها قتالًا شديدًا.
ثم أظهر الله تعالى أوليائه وهزم أعدائه وفض جمعهم، وبعد انتصار المسلمين في معركة داثن، أصبح الطريق إلى غزة مفتوحاً أمامهم. وبالفعل قضوا على حامية آخرها فدخلوها مكبرين مهللين، ولهذا السبب يذكر بعض المؤرخين أن أول مدينة فتحها المسلمون في فلسطين كانت غزة. وبعد أيام قليلة أتموا فتح باقي مدن فلسطين عام 13 هجريًا، ولم تبقى أمامهم سوى مدينة القدس. فحاصرها حتى جاءها عمر بن الخطاب فاتحًا عام 15 هجريًا وكتب لأهلها العهدة العمرية الشهيرة من الناحية السياسية.
9.غزة احدى المناطق الاستراتيجية لبلدان العرب
المعلومة التاسعة من معلومات عن تاريخ غزة: كانت غزة في كثير من الأوقات واحدة من المناطق الاستراتيجية بالنسبة لفلسطين ومصر وسوريا على السواء. وكثيرًا ما تنازعت الدول، فقد سيطر عليها بعد الأمويين والعباسيين كل من الطولونيين والأخشيديين. وكانت موطنًا للصراع بين الفاطميين والصليبيين الذين احتلوها وبنوا فيها قلعة وأحاطوها بأسوار لتكون مقرًا للمراقبة المتقدمة ضد الفاطميين على الحدود.
10. صلاح الدين الأيوبي يحرر مدينة غزة لفتح بيت المقدس
عندما جاء صلاح الدين الأيوبي وبدأ استراتيجيته في تحرير فلسطين والأردن وسواحل بلاد الشام من الصليبيين، كان تحرير مدينة غزة في نفس العام هدفًا لفتح بيت المقدس عقب معركة حطين سنة 583 هجريًا. ومع ذلك، دخلت الدولة الأيوبية بعد صلاح الدين في دوامة من الصراعات بين أبنائه وأبناء أخيه العادل، ثم بين جيل الأحفاد بسبب تقسيم الدولة الأيوبية إلى مراكز على رأس كل منها فرد من البيت الأيوبي، بدلاً من التعاون في استكمال ما بدأه جدهم في القضاء على الصليبيين في السواحل.
راحوا يتآمرون على بعضهم في مصر والشام، بل بلغ بهم الحال إلى التعاون مع الصليبيين على حساب القدس وسواحل الإسلام في الشام وفلسطين. ومن هؤلاء صالح إسماعيل بن العادل بن أخي صلاح الدين الأيوبي الذي تمكن من السيطرة على دمشق في فترة من الفترات وشرع يتعاون مع الصليبيين في بلاد الشام ضد ابن أخيه سلطان مصر الصالح نجم الدين أيوب، أملا في السيطرة على مصر وفلسطين.
11.غزة سُلمت للصليبيين!
ومن أجل هذا الهدف، فتح الباب للصليبيين ليدخلوا دمشق ويشتروا منها السلاح والمآوى، ما دفع العلامة الشيخ العزة بن عبد السلام للوقوف أمامهم، ومن ثم اضطر إلى الهجرة إلى مصر فيما بعد. ولم يتوقف الصالح إسماعيل عند هذا الحد، بل أبرم مع الصليبيين اتفاقًا عسكريًا سلَّمَ اليهم بموجبه بيت المقدس وطبريا وعسقلان وغزة. أمام هذه الخيانة العلنية للإسلام والمسلمين وورث وجهاد صلاح الدين الأيوبي، عزم سلطان مصر الصالح نجم الدين أيوب على مواجهة هذا الحلف وإعادة القدس وتوحيد مصر والشام من جديد وطرد الصليبيين من فلسطين.
12.معركة غزة في عام 642
المعلومة الاثنى عشر من معلومات عن تاريخ غزة هي أن كان الصالح أيوب قد وجد في بقايا الجيش الخوارزمي المنهزم أمام المغول فرصة للتحالف، فاستدعاهم من الأناضول إلى غزة ليتقوى بهم في معركته القادمة. وفي جمادى الأولى من عام 642 هجريًا وقعت معركة غزة بين جيش مصر الأيوبي الذي تقدمته قوات المماليك بزعامة بيبرس وأقطاي وإيبك وعلى رأسهم الصالح أيوب من جهة، وقوات الأيوبيين في الشام بقيادة الصالح إسماعيل والمنصور صاحب حمص والليبيين من جهة أخرى. بفضل معركة غزة، استرد المسلمون القدس مرة أخرى بعدما هزم الخائن بني أيوب الصالح إسماعيل. وظلت القدس منذ هذا التاريخ في يد المسلمين حتى دخلها الجنرال البريطاني اللمبي بعد ذلك بثمانية قرون.
وقد لاحظنا أن استرداد القدس في زمن صلاح الدين الأيوبي وفي زمن حفيد أخيه الصالح نجم الدين أيوب بل منذ عصر عمر بن الخطاب، كان يتم عادة بعد تحرير غزة وعسقلان. انطلاقًا منهما ارتبطت القدس بأرض الإمام الشافعي ومنبت العلماء، ومنذ ذلك الحين استوطن المسلمون غزة وكثروا بها حتى سادوها منذ الفتح الإسلامي.
13.كثيرا من العلماء الامة ولدوا في غزة
وقد عرفت غزة عددًا من كبار علماء الأمة الذين وُلدوا فيها، وأصبح لهم علامة في تاريخ المسلمين، وعلى رأسهم الإمام الشافعي محمد بن إدريس المطلبي الهاشمي القرشي. ويلتقي الشافعي في نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف ابن قصي كلاب.
وفي رواية أخرى، أخذته أمه بعد وفاة والده إلى مدينة عسقلان عند أقارب لهم، ثم انتقلوا الى أهله وقبيلته قريش في مكة المكرمة. فيها تعلم وكبر وفضل الشافعي على الأمة كبيرًا، فهو مؤسس المذهب الثالث بعد أبي حنيفة ومالك بن أنس، وواحد من كبار علماء الأصول المجتهدين في تاريخ الإسلام.
وإن بُغضَ من أنجبت العرب بعد عصر الصحابة، ورغم هذه المكانة المرموقة، انتقل الإمام الشافعي من مكة إلى قبائل لهذيل ليتعلم لغة العرب، ثم انتقل إلى المدينة، ثم إلى العراق، ومنها إلى مصر حيث توفي وهو ابن 54 عامًا. طوال حياته حنّا الشافعي إلى غزة وعاش فيها، حتى قالوا إنه عندما اشتاق إليها يومًا قال: “وإني لمشتاق إلى أرض غزة وإن خانني بعد التفرق كتماني سقى الله أرضًا لو ظفرت بتربتها كحلت به من شدة الشوق أجفاني”.
14.آسيا بنت الامام الشافعي مدفونة في غزة
ذكر بعض المؤرخين أن آسيا بنت الإمام الشافعي وخادمتها عطية انتهيا بهما الأمر إلى غزة وتوفيا فيها، ويُعتقد أن قبرهما في دار للوقف بحارها الزيتون. ويُعتقد أن مدفن آسيا بنت الإمام الشافعي هو مكان مولده، وهو قريب من المسجد العمري التاريخي في وسط المدينة، وأصبح قبلة لأهل البلد. وفيه تُقام الندوات ويُستخدم كمركز لتعليم الفقه الشافعي وتحفيظ القرآن الكريم. وقد أعادت الإدارة العامة للمعاهد الأزهرية في قطاع غزة ترميمه قبل سنوات، حيث تتولى المسؤولية عن المكان منذ زمن الإدارة المصرية لغزة قبل أكثر من 60 عامًا.
لكن الإمام الشافعي لم يكن العالم الوحيد الذي عرفته غزة، بل عرفت قبله وبعده علماءً آخرين. ذُكر هؤلاء العلماء في كتاب التراجم والطبقات في تخصصات علمية مختلفة. مثل وهب بن زياد الحميري من سكان غزة الذي كان يُروي عن الصحابي تميم الداري، ومثله عروة بن رويم اللخمي الغزي الذي كان يُروي عن أنس بن مالك.
15.الحافظ الحسين بن علي النيسابوري
وقد مر على غزة كبار علماء الإسلام مثل الحافظ الحسين بن علي النيسابوري الذي سمع على أحد علمائها وهو الحسن ابن الفرج الغزي الذي لم يكن من كبار علماء الحديث في غزة فقط بل في عموم ديار الإسلام في عصره في القرن الثالث الهجري. وقد تلقى علومه في بلاد الشام ومصر والحجاز، وكان حافظًا مُحدثًا على مذهب الإمام مالك بن أنس. سمع عليه كثيرًا من العلماء والحفاظ واخذوا عنه، مثل النيسابوري والتنسي والمقدسي وغيرهم.
عرفت غزة أيضًا كبار العلماء الوافدين إليها، مثل زين الدين يحيى بن علي الحضرمي الأندلسي، وكان عالمًا في القراءات واللغة العربية والشعر والأدب والحديث النبوي. حرص على لقاء العلماء في المشرق في مصر ودمشق ونيسابور، واتجه إلى غزة وأدركها أجله، وبها قبره.
16.شعراء غزة
كما عرفت غزة شعراءً كبارًا مثل إبراهيم الغزي الشاعر، وهو رجل عاش في القرن الخامس والنصف الأول من السادس الهجري، ولد في غزة ولما شب ارتحل إلى دمشق ثم إلى بغداد ومنها إلى خراسان. في كل بلد نزل فيه كان يُنظم الشعر. اشتهر في خراسان للغاية وانتشر شعره فيها. عندما حضرته الوفاة في بلخ، شهد عنه قوله: “أرجو أن يغفر الله لي لثلاثة أشياء: كوني من بلد الإمام الشافعي، وأني شيخ كبير، وأني غريب”.
تلك هي قصة مدينة غزة المتشعبة التي حاولنا أن نلملم شتات تاريخها، فهي مدينة عرفت المعارك الشهيرة والشخصيات العظيمة في تاريخ الإسلام. ومنها خرج أكابر العلماء والأدباء والمشاهير، وذلك التاريخ العظيم الذي تخضع معالمه اليوم للحصار والقصف والتدمير.
