سياسة ايران الخارجية في 2022 / تداعيات عضوية ايران الدائمة في منظمة شنغهاي
في مقابلة حصرية مع كويت 24 قال الخبير بالشؤون الدولية الدكتور محمد أبوالسعود: لايخفى على النشطاء الدوليين أن سياسة ايران الخارجية في طور التحديث و في السياق نفسه سمعنا اخبار التي كانت تشير الى عضوية ايران الدائمة في منظمة شانغهاي و لهذه الخطوة التي اتخذتها ايران رسالة واضحة و هي كما مرالكلام بها أن “يتم تحديث سياسة ايران الخارجية وفقًا للمقاربات الدولية.”
تحديث سياسة ايران الخارجية
قال هذا الخبير بالشؤون الدولية: ان الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي يزودون ايران بأسواقهم الخاصة التي تشكل ربع سكان العالم بغض النظر عن العقوبات. و هذايعد انجاز مهم لهذا البلد و على الكويت بأن تطور علاقاتها السياسية و التجارية مع ايران و الدول الأعضاء الأخرى في هذه المنظمة خاصا الصين و روسيا و تستفيد من هذه المنظمة لمصالحها السياسية و الاقتصادية.
و في إشارة الى عضوية ايران الدائمة في منظمة شنغنهاي أكد دكتور أبوالسعود: ان انجازات انضمام ايران الى هذه المنظمة ليست فقط لإيران و شعبها بل لدول المنطقة و لاسيما الدول التي تتمتع بالعلاقات السياسية و التجارية الجيدة مع ايران، يمكن أن تستفيد من ذلك.
الأبعاد العسكرية والأمنية لمنظمة شنغهاي للتعاون
وأردف: أحد أسباب التي تصنف عضوية ايران في منظمة شنغهاي للتعاون، في قائمة الأحداث التي لها أهمية فائقة هي أبعاد العسكرية و الأمني لهذه المنظمة. هناك قوتان عالميتان مهمتان في المنظمة أعني الصين و روسيا. و يتمتع بعض أعضاء هذه المنظمة بمكانة دولية من حيث الجغرافيا السياسية. لهذا السبب، تعتبر عضوية ايران الرسمية في هذا التنظيم انتصارا سياسيا و عسكريا و بسبب هذا التطوير في سياسة ايران الخارجية سيكون خصم ايران في موقف ضعيف في المنطقة أمام ايران و حليفتها من القوى العظمى الصين و روسيا.
و تابع هذا الخبير في القضايا الإقليمية: عضوية قوتين مع حق النقض (الذي يعرف بحق الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مدى الجغرافي لهذه المنظمة التي تعرف باسم قلب الأرض( هارتلند) في الجغرافيا السياسية العالمية، تضم حوالي نصف سكان العالم و لها ربع الإنتاج الإجمالي المحلي هذا الخصائص تعد ركنا من أهمية هذه المنظمة على المستوى الدولي.
و أضاف: و بالتأكيد كل دولة(بما في ذلك الكويت)، التي تتمع بعلاقات جيدة مع دول الأعضاء في هذه المنظمة (و خاصا مع ايران بالنسبة الي الكويت و سيأتي المزيد من التوضيح) ستكون قادرة على ضمان أمنها الإقليمي و التجاري.
و موضحا دور منظمة شنغهاي الفعال في تحييد العقوبات المفروضة على ايران شدد: يمكن لهذه المنظمة أن تلعب دورا مهما في تحييد العقوبات المفروضة على ايران و توفير احتياجات البلاد في مجال التجارة الخارجية.
و أوضح الخبير بالشؤون الدولية: أن عضوية ايران في منظمة شنغهاي ستؤثر في مفاوضتها بشأن رفع العقوبات لأن الدول الغربية تحاول على أن تظهر ايران كبلد غير مستقرة و معزولة مع اقتصاد مفلس ولكن انضمام ايران الى هذه المنظمة بشكل رسمي سيفشل جهود الغرب في هذا المجال و الغرب ستدرك أن ايران لن تظطر فقط الى التعاون التجاري و الاقتصادي معهم.
و مشيرا الى عدم امكان معاقبة و عزل ايران أردف هذا الخبير: السلطات و الدول العالم عرفت بأن معاقبة و عزل ايران لم تعد ممكنا لأن بعدما سياسة ايران الخارجية بدأت بالتحديث، يمكن لطهران الآن التعامل بسهولة مع القوى العالمية الكبرى التي تتصدرها الصين الى جانب دول مثل روسيا والهند و باكستان في مختلف المجالات بما في ذلك الاقتصادية.
و أردف الدكتور محمد أبوالسعود: وجود دول أخرى كشريك لإيرن في المجالات السياسية و الإقتصادية تمنح ايران فرصة ذهبية لإصلاح اقتصاد بلادها و تجعلها غير محتاجة الى الغرب. و بالإضافة الى ذلك، يجب التأكيد على أن الإمكانات الاقتصادية و التجارية التي تتمتع بها الدول الاعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون يمكنها أن تحول ايران الى قوة اقليمية عظمى.
وفي اشارة الى حصة الـ42% لمنظمة شنغهاي للتعاون من الاقتصاد العالمي، أكد هذا الخبير: الآن يمكن للكويت إما أن تواصل سياستها المتمثلة في إهمال جارتها القوية أو أن تغير نهجها الاقتصادي و تأخذ حصة أكبر مما لديها من الاقتصاد العالمي من خلال تطوير علاقاتها السياسية و التجارية مع ايران لتكسب المزيد من التنمية في مستوى العالمي.
