أسلحة الجيش الإسرائيلي/ هذا الجيش الذي لا يقهر بطيرانه وصواريخه ودباباته وبوارجه وحتى رؤوسه النووية. قهره بضع مئات من المقاتلين باسلحتهم الخفيفة. هذا النمر الذي لطالما روع وأخاف وإن دخل الحرب أدهش حوله مقاتلون فلسطينيون إلى نمر. لكن من وراء. كل هذا ما يقال اليوم وربما سيظل يقال الى حين.
أسلحة الجيش الإسرائيلي
عن ما أفرزته عملية طوفان الأقصى وكشفته لكل العالم. ورغم فتح إسرائيل وابل جهنم من السماء اليوم على غزة لتأكيد علو كعبها في الجو ولتسوم غزة الموت وتحولها لرماد عقوبة على أفعال الفصائل الفلسطينية بها و لتعرض مدى قوة أسلحة الجيش الإسرائيلي الا أن المعادلة ككل تبدو في طريقها للتغير. أو ربما تغيرت وللأبد فما يفعله الإسرائيليون اليوم من الجو من قصف يحرق ويدمر كل شيء.
هم بالطبع سيحسبون الف حساب. قبل أن يفعلوا جزءا يسيرا من كل هذا على الأرض غدا. فالهوة والفارق في قوة وتسليح الطرفين. أي أسلحة الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية وخاصة حماس هي ليست هوة عادية.
بل كبير وكبير جدا. لكن هل أسلحة الجيش الإسرائيلي تعني أن الانتصار حتمي لإسرائيل في النهاية؟ في هذه المقالة سنحاول أن نجيب على بعض الأسئلة من وجهة نظر عسكرية استراتيجية بحتة. فإن كان أبو تمام قال يوما السيف أصدق أنباء من الكتب. فهنا ستجدون كل السيوف القواطع بين الفلسطينيين والإسرائيليين أن جرد. فابقوا معنا.
- لماذا جيش لا يقهر؟
منذ لحظة تأسيس إسرائيل في عام 1948 على أراضي فلسطين ولا شغل للدولة العبرية سوى التفوق العسكري في المنطقة وبناء جيش لا يقهر يستطيع حماية دولة تعيش في محيط يلفظها. ومن أجل هذا تلقت إسرائيل من أمريكا وكل الغرب صنبور دعم مفتوح لا ينقطع و الغرب كان يسعى دائما لتطوير أسلحة الجيش الإسرائيلي.
وبهذا حققت إسرائيل فعلا تفوقا عسكريا على محيطها تبدى في الحروب المتتالية مع العرب. وهكذا نسجت مقولات أسطورية عن جيشها الذي لا يقهر و سمعنا روايات ملحمية عن أسلحة الجيش الإسرائيلي. بعد أن بات جيش إسرائيل يتبوأ حاليا وفق مؤشر جلوبال فايرباور الرقم ثمانية عشر بين الدول الأقوى عسكريا في العالم. بينما تحتل الدولة العبرية المرتبة الثانية عشرة بين الدول المصدرة للسلاح.
وإذا ما تحدثنا عن أسلحة الجيش الإسرائيلي و الانفاق العسكري يكفي أن نعلم أنه يبلغ سنويا في إسرائيل ستة عشر مليار دولار وفي حال أردنا أن ننظر إلى الدعم الأمريكي لوحده نستطيع أن نسجل دعما عسكريا أمريكيا بقيمة ثمانية وخمسين مليار دولار في الفترة بين 2000 و 2021 فقط.
كل هذا أتاح لإسرائيل أن تبني جيشا تعداده اليوم 173000 جندي في الخدمة الفعلية ونحو 465000 جندي احتياط و أكبر ترسانة من أسلحة الجيش الإسرائيلي. فيما يبلغ تعداد المؤهلين للخدمة العسكرية نحو واحد فاصل سبعة مليون شخص. وبالطبع فإن ما يرفع كعب إسرائيل عسكريا فهو سلاح الجو.
أسلحة الجيش الإسرائيلي حيث تملك 595 طائرة حربية متعددة المهام بينها 241 طائرة مقاتلة و 23 طائرة هجومية إلى جانب 128 مروحية عسكرية. وطائرات لتنفيذ المهام الخاصة واخرى للشحن العسكري.
والامر هنا طبعا لا يتعلق فقط بعدد هذه الطائرات بل بطرازاتها. فليس سرا ان أسلحة الجيش الإسرائيلي و القوات الجوية في الدولة العبرية تمتلك اكثر اسلحة الجو على مستوى العالم بفضل التكنولوجيا الامريكية الفائقة اذ انها تملك اسرابا من طائرات اف 35 واف 16 و اف 15 وعددا هائلا من القنابل الذكية واجهزة الاستشعار عن بعد.
كما تمتلك أسلحة الجيش الإسرائيلي في قسم القوات الجوية سربا من الطائرات المسيرة الهجومية. ومناجل هذا تحتوي الدولة العبرية على 42 مطارا عسكريا في الخدمة. وفي البر يبلغ أسلحة الجيش الإسرائيلي في قسم القوات البرية الاسرائيلية 140000 جندي في الخدمة. ولدي هذه القوات 1650 دبابة.
بينها خمسمائة من فئة الميركافا. التي تحتوي على نظام حماية النشط يعترض الصواريخالمضادة للدبابات قبل وصولهاولها القدرة على اطلاق النار علىالاهداف المتحركة. وتوصف بانهامن ضمن الدبابات تحصينافي العالم. اضافة للدبابات تمتلكاسرائيل سبعة الاف وخمسمائةمدرعة قتالية ونحو الف اليةمدفعية بينها ستمائة وخمسونمدفعا ذاتي الحركة الى جانب ثلاثمائة مدفع ميداني.
و في سياق الكلام عن أسلحة الجيش الإسرائيلي، اذا ماتوجهنا للبحر فان اسرائيل تمتلك خمسة وستين قطعة منها ثمان واربعون سفينة حربية وست غواصاتوسبعة طرادات. كما لدى قواتها البحرية زوارق حربية مزودةبالصواريخ. وتوصف بانهامتطورة وذات كفاءة تكنولوجية عالية.وفيما يتعلق بالقوة الصاروخية.
اضافة لامتلاك الدولة العبرية قوة صاروخية باليستية كثيرا ماتتباهى اسرائيل بالقبة الحديديةوهي نظام دفاعي متحرك. لاحتواء ومواجهة الصواريخ القصيرة المدىوالقذائف المدفعية في مختلف الاحوال الجوية. بما فيها السحب المنخفضة والعواصف الترابية والضباب. ويعتمد النظام علىصاروخ اعتراضي مجهز برأس حربي.قادر على اعتراض وتفجير اي هدف في الهواء.
اسلحة المقاومة الفلسطينية
بعد قيام منظومة الرادار بالكشف والتعرف على الصاروخ او القذيفة المدفعية مسار المقذوف. ورغم التباهي الاسرائيلي بهذه المنظومة الا ان صواريخ المقاومة الفلسطينية تصر على كسر هيبتها في كل حرب. وفي نهايةالحديث عن قدرات اسرائيل لا بدمن التعريج على السلاح النووي. فرغم ان هذا الملف من اكبر اسرارالحياة النووية في العصر الحالي.
حيث لا تؤكد اسرائيل كما لا تنفي امتلاكها سلاحا نوويا. الا ان كليعلم انها اليوم القوة النووية الخامسة في العالم لحيازتهارؤوسا نووية يمكن اطلاقها الىمسافات تبلغ الفا وخمسمائةكيلومتر باستخدام صواريخه المسماة اريحا. اضافة للقنابل النووية التي يمكن القاؤها منالجو. وتشير التقديرات الى اناسرائيل تمتلك نحو مائتي قنبلة نووية. كما تتحدث غربية عن ان اسرائيل تمتلك كميات كبيرة من اليورانيوم والبلوتونيوم تسمحلها بانتاج مئة قنبلة نوويةاخرى.
من اين للمقاومة الفلسطينية هذه الاسلحة المتطورة؟يبدو ان هذا هو السؤال الاهم على الاطلاق بالنسبة للاسرائيليين. فلو علموا من اين يأتيالفلسطينيون باسلحتهم وكيف طوروها لربما انتهى امر هذاالصراع منذ زمن ليس بقليل. ومن اجل هذا لا بد من العودة الى ماقبل عام الفين وستة. عندما كانسلاح حماس خفيفا بدائيا قامت بتطويره في بعض ورش الحدادة.
ثم شهد الفين وستة اطلاق اول صاروخمن غزة باتجاه اسرائيل. وكان من طراز كاتيوشا الروسي الصنع. ومع حلول عام الفين وسبعة تعرض قطاع غزة لحصار تام. ما جعل دخول اي اسلحة امرا من ضرب المستحيل. ومنهنا كان لا بد للفصائل الفلسطينية من ان تعتمد على نفسها لتطوير وتصنيع اسلحتها.
فتجلى الانتاج الحربي بميلاد صواريخ القسام بانواعها التيكانت في مرحلة ما صواريخ ضعيفة ومثار سخرية حتى من فلسطينيين. ومن اجل تطوير صناعاتها الحربية فرضت الفصائل الفلسطينية في غزةمصطلحا جديدا على الساحة الدولية وهو حرب الانفاق. بعد ان حفرتهذه الفصائل شبكة من الانفاق المعقدة والممتدة عبر الحدود بين القطاع ومصر واسرائيل.
ولا ما استخدمت هذه الانفاق ليس فقط لتوريد الاسلحة وتكنولوجياتها بل استخدمتها ايضا في مفاجأة الجنود الاسرائيليين خلال الاجتياح البري الذي جرى عام الفين واربعةعشر. حيث كان مقاتلو الفصائل الفلسطينية يظهرون فجأة من العدم ويطلقون الرصاص ثم يختفون كماظهروا. وهو ما تمت تسميتها حينذاك بحرب الاشباح.
هو السلاح المقاومة الفلسطينية الاكثر مضيا الذي تخشى منه اسرائيل اليوم. اذا فكرتبالاجتياح البري لغزة. لان الجيشالاسرائيلي حاول تدمير هذهالشبكة باسرع وقت ممكن.
الامر كان اكثر صعوبة مما تخيلت تل أبيب. وبعيدا عن الحرب البرية التي ستكون فيها اليد العليا للفصائل الفلسطينية رغم سلاحها الخفيف جراء معرفة اهل بشعا بأرضهم وتحييد سلاح الجو و المدفعية والصواريخ الذي سيقتلا لطرفين عند الاشتباك. فانالحديث عن صواريخ الفصائل الفلسطينية ايضا تغير وبات مختلفا بالمعادلة. حيث باتتصواريخ اكثر قوة وابعد مدى واكثرتأثيرا.
فلم تعد تقتصر على الوصول الى البلدات الجنوبية الاسرائيلية. بل تصل الى تل أبيب وبئر وحيفا واصبحت قادرة على دك مطارات اسرائيل الرئيسية. ومن خلال هذه الصواريخ يمكن منع حركة الملاحة ودفع اسرائيل لاغلاق مدن كاملة واجبار سكانها على الفرارالى الملاجئ. حيث تمتلك حركةحماس وحدها مجموعة متنوعة من صواريخ ارض ارض.
ومخزونا كبيرا من الصواريخ قصيرة المدى مثلا لقسام والقدس مائة واحد بمدى لايتجاوز ستة عشر كيلومترا. ونظام صواريخ جراد وسجيل خمسة وخمسين بمدى خمسة وخمسين كيلومترا. اضافة الى الانظمة الصاروخيةطويلة المدى مثل ام خمسة وسبعين؛ بمدى خمسة وسبعين كيلو متر و الفجر بمدى مائة كيلومتر؛ و صاروخ مائة وستين ار بمدى مائةوعشرين كيلو مترا.
وبعض صواريخ ام مائة واثنين اس التي يبلغ مداها مائتي كيلومتر. ما يؤكدان فصائل غزة يمكنها استهداف القدس وتل أبيب على حد سواء. وتهديد الشريط الساحلي الذي يضم اكبر كثافة سكانية في اسرائيل. واخيرا اظهرت حماس لاول مرةامتلاكها منظومة دفاع جوي محلية الصنع من طراز متبر واحد. كما ان الفصائل الفلسطينية تمتلك اليات مدفعية ومدرعات وعربات ما زالت مجهولة لحد كبير.
وبعد طوفان الاقصى شاهد العالم كله اسلحة المقاومة الفلسطينية. حيث استخدمت الطائرات الشراعية وطائرات مختلفة للاستطلاع والهجوم بينها مسيرة زواري الانتحارية. كماطوعت اليات مدنية لاستخدامات عسكرية شكلت مفاجأة كبيرة. واذاما نظرنا بشكل مجرد وقارنا بين قوة اسرائيل والفصائل الفلسطينية فان هو التسليح لا يغفلها عاقل.
الا ان ظروف الحرب بين الفلسطينيين والاسرائيليين اليوم لا تحسمها قط قوة السلاح بل عوامل اخرى على رأسها ان اهل فلسطين ادرى بشعاب بيتهم. وماظهروه في طوفان الاقصى لربما ليس الا جبل جليد. ما يظهر منه اقل بكثير مما خفي.