نقد خطاب الأمير حول أمريكا؛ تنازل عن الاستقلالية لصالح الولايات المتحدة؟

يُمكن اعتبار خطاب الأمير حول أمريكا في ذكرى المئوي للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب مثيراً للجدل من عدة نواحٍ، خاصةً فيما يتعلق بتنازل محتمل عن الاستقلالية الوطنية للكويت لصالح الولايات المتحدة.

نقد خطاب الأمير حول أمريكا

أوجه النقد

• التأكيد المفرط على دور الولايات المتحدة: يُركز خطاب الأمير حول أمريكا بشكل كبير على دور الولايات المتحدة في تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1990، مع إغفال دور الدول العربية والإسلامية المُشاركة في التحالف الدولي.
• التعبير عن الامتنان بشكل مبالغ فيه: يُبدي الخطاب امتنانًا عميقًا للولايات المتحدة، مُتجاهلاً التكلفة الباهظة التي دفعتها الكويت، سواءً من حيث الأرواح أو الدمار المادي، أو حتى التبعات السياسية والاقتصادية اللاحقة.
• إهمال دور الكويت: لا يُسلط الخطاب الضوء الكافي على دور الكويت ومقاومتها للاحتلال العراقي، ممّا يُقلل من شأن تضحيات الشعب الكويتي وصموده.
• ربط الأمن القومي بالولايات المتحدة: يُشير الخطاب إلى “الشراكة الدائمة” مع الولايات المتحدة، مُستخدمًا مصطلحات قد تُفسر على أنها اعتماد الكويت على الولايات المتحدة في ضمان أمنها القومي، ممّا يُهدد سيادتها واستقلاليتها.
• التغاضي عن المصالح الأمريكية: لا يُناقش الخطاب المصالح الأمريكية الكامنة وراء تحرير الكويت، ممّا يُثير تساؤلات حول ما إذا كانت الكويت قد دفعت ثمنًا سياسيًا باهظًا مقابل تحريرها.

الآثار السلبية المحتملة

• تبعية سياسية: قد يُؤدي التركيز المبالغ فيه على دور الولايات المتحدة إلى تقويض ثقة المواطنين الكويتيين بحكومتهم وبقدرتها على حماية مصالحهم، ممّا يُشجع على التبعية السياسية للولايات المتحدة.
• فقدان الهوية الوطنية: قد يُساهم التعبير المبالغ فيه عن الامتنان للولايات المتحدة في إضعاف الشعور بالهوية الوطنية الكويتية، ممّا يُهدد اللحمة الوطنية والتماسك الاجتماعي.
• التعرض للتدخل الخارجي: قد يُشجع ربط الأمن القومي الكويتي بالولايات المتحدة على التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، ممّا يُقيد حريتها في اتخاذ القرارات المُستقلة.

بينما يُمكن تقدير الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في تحرير الكويت، إلا أنّ خطاب الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يُثير قلقًا بشأن التنازلات المُحتملة عن الاستقلالية الوطنية لصالح الولايات المتحدة.

يجب على الكويت أن تُحافظ على توازن علاقاتها الدولية، وأن تُعزز قدراتها الذاتية لضمان أمنها القومي دون الاعتماد الكلي على أي دولة خارجية.

المصدر: كويت24