تعرف على أغنى بلد و أفقر شعب
هذه البلاد السمراء التي تعرف بأنها أغنى بلد و أفقر شعب تحترق اليوم شغبا وانعدام امن قلة سمعوا بها وعرفوا احوالها. قبل الانقلاب الذي قاده الحرس الرئاسي على الرئيس محمد بازوم لكن المأساة الجديدة التي ربما ستضاف الى مآسيها جعلتها في عين عاصفة الاخبار.
- لماذا يصفون نيجر بأنها أغنى بلد و أفقر شعب؟
- ما دور فرنسا باعطاء النيجر وصف أغنى بلد و أفقر شعب؟
- لماذا اليورانيوم ما يغير مستقبل أغنى بلد و أفقر شعب في العالم؟
- هل روسيا و الصين يغيرا مستقبل أغنى بلد و أفقر شعب في العالم؟
- ما هو ذريعة فرنسا لنهب أغنى بلد و أفقر شعب؟
- هل أغنى بلد و أفقر شعب في العالم يعلم مدى أهمية ثرواته للعالم؟
- هل أغنى بلد و أفقر شعب يرجع الى بيته بمجرد تدخل عسكري من ناحية فرنسا؟
أغنى بلد و أفقر شعب
بعد ان كانت لعقود طويلة في عين التجهيل والفقر والجوع والفاقة الذي ادى الى اعطائهم وصف أغنى بلد و أفقر شعب. لان شعبها يعيش فوق كنوز ارض تمتلك ثروات طبيعية ضخمة. الا ان النيجر احدى دول الغرب الافريقي واكبرها مساحة ما زالت بلدا للتناقضات بين شعب يكابد مشاق الحياة وكنوز واموال تتفجر من تحته.
فالبؤس على وجوه النيجيريين بات ملمحا اصيلا يكتسبونه مع الولادة. وهم يعلمون انهم كان يجب ان يكونوا اغنى شعوب الارض بدل أن يكونوا أغنى بلد و أفقر شعب. جراء ما تمتلكه البلاد من ثروات اليورانيوم والذهب و البترول.
اضافة الى الاراضي الخصبة الصالحة للزراعة. ولان فرنسا حضرت في هذا البلد حضرت معها المفارقات المبكية لشعبه. بان تكون النيجر من أغنى بلد و أفقر شعب اذ احتلت عام ٢٠٠٥ المرتبة الاخيرة بين مئة وثمانية وثمانين بلدا في مؤشر الامم المتحدة للتنمية البشرية.
بينما تشير التقارير الرسمية من وزارة الداخلية في النيجر الى قرابة 43% من النيجيريين يعيشون حالة الفقر المدقع. فيما تسهم بلادهم عبر ثرواتها الضخمة في تمويل مشروعات فرنسا من الطاقة النووية وتزويدها باحتياجاتها من اليورانيوم والطاقة الكهربائية.
اذ ان ثمن الانوار التي تشع من فرنسا لطالما كان عتمات بيوت النيجر التي مثلت قبل الانقلاب كنزا ثمينا لباريس باعتبارها معاقل احفاد في دول الساحل والصحراء. وهو ما يشرح الخوف والهلع الذي اصاب فرنسا. مع بدء الانقلاب على سلطات نيامي التي وثقت شراكتها مع باريس عندما نقلت فرنسا قواتها المطرودة من ما لي عام الفين واثنين وعشرين الى النيجر.
بذريعة الاستفادة من الخبرات الفرنسية في التدريب العسكري ومكافحة الارهاب. لكن الجميع كان يعلم ان الحكاية لا علاقة له بتدريب او ارهاب بل بثروات النيجر التي تعد رابع اكبر منتج لليورانيوم في العالم. وفي هذا السياق يمكن ايراد كثير الادلة بالارقام وبينها.
ان النيجر تمد فرنسا بخمسة وثلاثين بالمائة من احتياجاتها من اليورانيوم لتوليد الطاقة النووية. وهي تمثل خمسة وسبعين بالمائة من الطاقة الكهربائية الفرنسية. وبالعودة للتاريخ القريب شركة النووية الفرنسية بدأت تعدين احتياطيات اليورانيوم في النيجر منذ عام 1970. واليوم تعتمد شركة اريفا الفرنسية بشكل اساسي على النيجر التي تضيء فرنسا باليورانيوم.
كما ان الامر تجاوز فرنسا لكل اوروبا ففي عام 2021 زودت النيجر الاتحاد الاوروبي بما يقرب من خمسة وعشرين بالمائة من امدادات اليورانيوم. مساع على انتاج الكهرباء لملايين الاسر الاوروبية. ولطالما حاولت النيجر الاستفادة من ثرواتها من اليورانيوم حيث اقرت في العام 2006 قانونا بشأن المناجم. لزيادة الضرائب على المعادن المستخرجة من خمسة فاصل خمسة بالمائة الى اثني عشر بالمائة. مع الغاء عدد من الاعفاءات الضريبية.
كما طالب الرئيس السابق مامادو تانجاه في عام الفين وسبعة بزيادة تصل الى نسبة بالمائة في سعر شراء اليورانيوم من قبل شركة اريفا الفرنسية. وفي الفين واربعة عشر بعد مفاوضات مطولة تم التوقيع على اتفاق تحصل بموجبه النيجر على فوائد افضل من خلال بناء مانجمي امورارارين العملاق الا ان فرنسا ظلت على سياستها بتقديم الفتات للنيجر مقابل ثرواتها.
حيث لم يستفد البلد الافريقي على مدار تاريخه من ثراء تربتها. ونضرب من عام 2020 حين لم تتجاوز مساهمة ثروات النيجر في الميزانية الوطنية واحد فاصل اثنين بالمائة في وقت زادت الوكالة الفرنسية للتنمية استثماراتها في النيجر. من مائة مليون يورو الى مائة وخمسين مليون يورو كقروض ومنح. ومن اجل ان تزداد مأساة النيجيريين منهوبي الثروات فان انتهاء استفادة باريس من مناجم كوميناك بالقرب من بلدة ارليت الشمالية بالنيجر في الفين وواحد وعشرين ادى الى اغلاق هذه المناجم.
ولكن مع ترك السكان المحليين. للعيش مع عشرين مليون طن من المواد المشعة في موقع المنجم. وذلك ليس بحسب مصادر نيجيرية بل وفقا للجنة المستقلة للبحوث والمعلومات حول النشاط الاشعاعي ومقرها فرنسا. وبالطبع لا يقتصر تمويل نيجر فرنسا على اليورانيوم الذي ياتي جله من منجم سومير ومنجم كوميناك تحت الارض.
حيث يزخر البلد الافريقي ايضا بكميات كبيرة من احتياطيات الذهب الموجودة بين نهر النيجر والمنطقة الحدودية لبوركينا فاسو. اضافة الى منجم الذهب بهضبة سميرة بمقاطعة تيرا. وهو اول منجم للكشف عن الذهب وانتاجه في النيجر. لكن هذه المناجم تحولت الى احد اسباب جعل فرنسا بين اكبر احتياطات الذهب في العالم.
ليس هذا فقط بل تمتلك النيجر احتياطيات من الفحم عالي الجودة في جنوب وغرب البلاد. اما النفط فلدى النيجر احتياطيات نفطية كبيرة تقدر بنحو ثلاثمائة واربعة وعشرين مليون برميل تم الكشف عنها. في وقت تستمر الشركات الفرنسية في اعمال الحفر والتنقيب بصحراء النيجر. ورغم ان النيجر تقع في قلب الصحراء لكن التاريخ يؤكد انها كانت تزخر خصبة.
ويدل على هذا ما تركه القدماء من رسومات ونقوش تمثل الحياة البرية. واليوم تنعم النيجر بمنتجات زراعية ومحاصيل استراتيجية مثل الدخن والذرة الرفيعة والكسافة والارز واللوبياء والبصل. اضافة الى الثوم والفلفل والبطاطس والقمح.
وبعد ان تعرفنا على اهم ثروات النيجر التي تجعلها قرة عين اقتصاد فرنسا لا بد من ان نعرج على بعض الحقائق الجغرافية والديموغرافية. حول هذه الدولة تعد حبيسة لا تطل على اي سواحل. لكنها تبقى واحدة من اهم الدول في غرب افريقيا. لاحتلالها موقعا استراتيجيا باعتبارها بوابة كبرى للصحراء التي تشمل 80% من مساحتها البالغة 1.26 مليون كيلومتر.
اما اسمها فقد اطلق عليها نسبة الى نهر النيجر الذي يعبر اراضيها. ويبلغ عدد سكان النيجر نحو وعشرين مليون نسمة. وفقا للوحة المعلومات السكانية العالمية التابعة للامم المتحدة لعام الفين وثلاثة وعشرين. ويشكل المسلمون في النيجر 96% من السكان الذين يعدون الاصغر في العالم.
فهذا البلد الافريقي يعتبر الاصغر عالميا في معدلات الاعمار. بمتوسط عمر خمسة عشر فاصل اربعة سنة. كما ان نصف السكان تحت سن اربعة عشر عاما. ولان النيجر تشترك في مع سبع دول فانها تستضيف اكثر من مائتي وخمسين الف لاجئ جاء معظمهم من نيجيريا وما لي وبوركينا فاسو. كما انها تستضيف ثلاثمائة وثلاثة عشر الف نازح داخلي وفقا لمنظمة كونسيلر وورد وايت.
ولكي تزداد مشاكل هذا البلد فان النيجر تشكل نقطة ساخنة لازمة المناخ. بحيث تعد واحدة من اكثر دول العالم حرارة. اذ ترتفع درجات المحلية بمعدل واحد فاصل خمسة ضعف المعدل العالمي. واليوم يأتي الانقلاب ليضاعف محن هذا الشعب. وهو ربما ما يشرح سبب مناداة عديد النيجيريين بالارتماء في احضان روسيا والصين.
اذ ان رفع علم روسيا خلال الاحداث الاخيرة في النيجر يذكر بتقارير غربية واخرها. لصحيفة البريطانية تحدثت عن ان عين رئيس روسيا فلاديمير بوتين حاليا على النيجر معاقل فرنسا في غرب افريقيا. وبحسب هذا التقرير فانها ستكون الدولة التالية التي تخسرها فرنسا لصالح روسيا في غرب افريقيا.
لا سيما مع تواجد مجموعة فاغنر الروسية في تسع دول افريقية. وبحسب تقارير الغرب ستكون بوركينا فاسو هي العاشرة. والنيجر هي الحادية عشر. وفي ظل حقائق ان انقلاب النيجر يهدد بالفعل المصالح الفرنسية وربما يتواءم مع الروسية ومن ثم الصينية. لكن الحقيقة الجلية الاخرى بان شعب النيجر سيبقى الى حين افقر شعب في العالم يعيش على كنز ثروات منهوبة.