آراء ومقالاتعاجل

هل من الممكن أن تتحالف الدول الإسلامية الكبرى وتضع الخلافات المذهبية جانباً ؟

هل من الممكن أن تتحالف الدول الإسلامية الكبرى وتضع الخلافات المذهبية جانباً ؟… حكم الطابع الاستراتيجي العلاقات الايرانية العربية الخليجية، وكانت هذه العلاقات بناء على الطبيعة الجغرافية لدول المنطقة وللتاريخ الطويل بين البلدان العربية والخليجية مع ايران، وبناء على المصالح المشتركة اتسمت العلاقات بالطابع الاستراتيجي والمصالح المشتركة.

وبعد سلسلة من الاحداث التي وقعت في القرن الماضي ففي وقت سابق كان الصراع هو العنصر الحاكم في ادارة العلاقات بين الجانبين، وحتى بعد ان ظهرت دعوات لاقامة تحالفات وعلاقات تعاون وصداقة وثيقة، إلا أنها لم تحدث اثرا كافيا، وبدلا من ذلك فقد غلب على العلاقات التباين الحاد في الرؤى لابرز القضايا المصيرية.

وبسبب اشكال الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ، فقد اتسمت العلاقات بين الخارجية بين إيران والمملكة العربية السعودية بالاحتقان الشديد. والعلاقات الايرانية السعودية باعتبارهما كدولتين مسلمتين على الرغم من الاختلاف المذهبي في ما بينهما، الا انها لم تترك خلافات حادة على علاقاتهما، على اعتبار ان احكام الدين الاسلامي وتعاليمه لا تنفصل عن السياسة في المملكة العربية السعودية او كما هو الحال في المؤسسة الدينية في ايران.

** رؤية إيران

أكد بعض الخبراء الايرانيون على أن الرؤية الإستراتيجية الإيرانية تتلخص في تعزيز العلاقات مع جميع الدول المطلة على الخليج والمنطقة وعلة وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، بهدف إرساء الأمن الإقليمي.

لذلك يرى الخبراء أن نتيجة المفاوضات بين إيران والسعودية مهمة جدا للمنطقة ولاستقرارها. مؤكدين أن أكثر المستفيدين من تعكير صفو علاقات الدول المطلة على الخليج هي الكيان الاسرائيلي.

ونوه الخبراء الايرانيون الى ان إيران مهتمة بإقامة علاقات منطقية وقوية مع السعودية، وترغب أن يلعب العراق دورا إيجابيا في العالم الإسلامي والعالم العربي. لهذا السبب تم اختيار بغداد لتكون مركزا للمصالحة بين إيران والسعودية، حيث عقدت عدة جولات من المحادثات لعودة العلاقات وحل الخلافات بينهما.

اقرأ ايضاً
تم إعلانه في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء: درجات وظيفية لـ "الوزارات" توازي الاحتياجات
** العراق تُمهد الطريق لتحسين العلاقات

يرى بعض المحللين السياسيين والخبراء أن مراسم الحج قد تمهد الطريق لإعادة العلاقات السياسية بين أكبر قوتين في العالم الإسلامي، ألا وهما المملكة العربية السعودية وإيران.

وأفاد تقرير إخباري بأن جولات من المباحثات عُقدت بين ممثلين عن إيران والسعودية في العاصمة العراقية بغداد وسط آمال متزايدة باستئناف العلاقات بين الطرفين. فالاجتماعات حضرها مسؤولون كبار من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئيس جهاز المخابرات السعودي بصفتهم ممثلين كاملين عن البلدين.

الدول الإسلامية
الدول الإسلامية

وقد تلعب مراسم الحج هذه السنة دورا كبيرا في تعاضد الجهود الإسلامية لكل من طهران والرياض لمواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي.

وفي هذا الشأن قال الخبير بالشؤون الإقليمية د. تركي سليمان الهاجري، في حوار صحفي مع منصة “الكمويت 24”: “إنه تقرر خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي لطهران أن تكون العلاقات السياسية بين إيران والسعودية في نطاق معين وأسرع مما كانت عليه في جولات المفاوضات السابقة بين البلدين، وعلى ما يبدو أن إقامة علاقات سياسية ستتم قريبا”.

وفي تحليله لزيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الرياض ثم إلى طهران، قال: “بالنظر إلى الخصومات التي حدثت بين السعودية وإيران خلال العقود الماضية سراً وعلناً في مختلف المجالات الإقليمية، الا ان العلاقات الان او في الفترة الحالية تشهد انفراجة للطرفين، ويجب استثمار هذه الانفارجة في تقوية العلاقات بين البلدين”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى