استراتيجية القوة الناعمة لـ”محمد بن سلمان”
كتبت صحيفة الغارديان البريطانية تحليلا تناولت فيه سياسة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وعلاقاته التي يبنيها بالدول الغربية وبالولايات المتحدة الأمريكية.
** استراتيجية القوة الناعمة
واشارت صحيفة الغارديان البريطانية في تحليلها إلى إنفاق المملكة العربية السعودية الهائل على لعبة الجولف والجدل بين أبطالها. فالرشوة النقدية تتجاوز الاعتبارات التنافسية والسياسية والأخلاقية، وهي ما يحدد استراتيجية القوة الناعمة العالمية التي يتبناها بن سلمان، ومعها تنتهج سياساتها الخاصة.
وقالت الصحيفة انه يتم الآن استثمار أموال النفط السعودي بالدولار في سباقات الفورمولا 1 وسباق الخيل والملاكمة والمصارعة. في وقت سابق من هذا العام، استثمر صندوق الثروة الذي تبلغ قيمته 600 مليار دولار أكثر من 1.5 مليار دولار في صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية المزدهرة عالميا. والأكثر شهرة، شراء نادي نيوكاسل يونايتد، وهو ناد من الدوري الإنجليزي الممتاز
وأشارت الى ان الهدف من استراتيجية القوة الناعمة للمملكة العربية السعودية هو تحسين الوضع الدولي والاستثمار والتأثير في خلفية خطة التحديث الوطنية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان “رؤية 2030”. لا يرغب الجميع في مشاهدة مجموعة من النجوم الباهتة يرتدون سراويل مربعة لا طعم لها يطرقون شيئًا أبيض صغيرًا حول ملعب للجولف.
ونوهت الى ان الغريب أيضا أن المملكة العربية السعودية تدفع للاعبين “المتمردين” للقيام بذلك في بطولة انفصالية، بالنظر إلى كرهها للمعارضين من كل فرقة. لكن في هذا الصدد كما هو الحال في العديد من المجالات الأخرى لم يتم أخذ المصلحة العامة بعين الاعتبار. هذا مساو لمسار النظام المناهض للديمقراطية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وللأسف لا يبدو أن الدافع وراء جولة PGA هو الرغبة في حماية موقعها الاحتكاري، والصفقات الحالية مع اللاعبين النجوم وحقوق التلفزيون والرعاية المربحة. يبدو أن المتمردين الذين يقترب بعضهم من نهاية حياتهم المهنية مدفوعين بالمال بينما يزعمون التمسك بمبدأ الوكالة الحرة.
وذكرت الصحيفة انه قد يترتب على ذلك إجراء قانوني، لكن هذا لن يقلق السعوديين الذين عرضوا جائزة مغرية جدا بقيمة 4 ملايين دولار (3.2 مليون جنيه إسترليني) لأول فائز من مسلسلات LIV من مجموع رهان قيمته 20 مليون دولار.
واكدت ان إغراء السيولة النقدية وتجاوز الاعتبارات التنافسية والسياسية والأخلاقية هو ما يدفع استراتيجية القوة الناعمة العالمية لسلمان – وهي استراتيجية تعمل على تحويل الرياضة الدولية وتشويهها وتسليحها بسرعة.
وتباعت في تحليلها منوهة الى انه يتم الآن استثمار صناديق الكنوز من البترودولار السعودي في سباقات الفورمولا 1 للسيارات، وسباق الخيل، والملاكمة، والمصارعة.
ففي وقت سابق من هذا العام استثمر صندوق الثروة البالغ 600 مليار دولار أكثر من 1.5 مليار دولار في صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية المزدهرة عالميا. الأمر الأكثر شهرة هو أن شرائها نادي نيوكاسل يونايتد، وهو ناد في الدوري الإنجليزي الممتاز، لمنافسة جيرانها الخليجيين، الإمارات وقطر.
وسيكون من دواعي السرور الاعتقاد بأن مثل هذه العقوبة السريعة كانت مدفوعة بالغضب الصالح من مخطط غسيل رياضي صارخ آخر من قبل صندوق الثروة السيادية السعودي، برئاسة سلمان.
** الغرب راغب في أن يكون صندوقه
كتبت الصحيفة البريطانية في تحليلها انه تهدف استراتيجية القوة الناعمة السعودية إلى تعزيز المكانة والاستثمارات والتأثير الدولي على خلفية خطة التحديث الوطنية “رؤية 2030” التي وضعها سلمان.
إن الملابس الرياضية، وهي عنصر أساسي تتعلق بالتغاضي عن وتحويل الانتباه عن انتهاكات النظام المستمرة لحقوق الإنسان، وإساءة معاملة النساء، وعدم التسامح مع المعارضة السياسية، ونظام العقوبات الوحشي. ففي شهر مارس، لقي 81 شخصا مصرعهم في إعدام جماعي.
وعندما ارتفع سعر خزان الوقود في المملكة المتحدة إلى أكثر من 100 جنيه إسترليني، من المحزن أن تساعد الديمقراطيات الغربية في تمويل الغسيل الرياضي – والاستيلاء التدريجي على تراثها الرياضي. وارتفع دخل المملكة من صادرات النفط إلى مليار دولار يوميا في مارس.
ومن المثير للإعجاب أيضا أن هذه التجارة الواسعة تسهل سياسات سعودية أخرى مرفوضة، مثل تدخلها في اليمن، بينما تقوض بشكل أساسي الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الكربون العالمية.
وبعد مقتل الصحفي السعودي والناقد للحكومة جمال خاشقجي في 2018، أعلن جو بايدن ان المملكة العربية السعودية دولة منبوذة ورفض مقابلة سلمان.
الآن يفكر الرئيس الأمريكي في زيارة الرياض الشهر المقبل، للضغط من أجل الحصول على نفط أرخص – وهو احتمال مذل.
علاقة الغرب بالمملكة العربية السعودية غير صحية إلى حد كبير وهي كذلك منذ سنوات. ومع تنامي نفوذ الرياض تزداد المشاكل كذلك.
المصدر: الغارديان