آراء ومقالاتالعالم

حقائق عن لعنة زوال إسرائيل/ كيف يمكن للعنة أن تغير وجه التاريخ الإسرائيلي؟

حقائق عن لعنة زوال إسرائيل/ من المرجح أنك تعرف هؤلاء الثلاثة جيداً: إيهود باراك، نفتالي بينت، وبنيامين نتنياهو. جميعهم شغلوا منصب رئيس الوزراء في دولة الاحتلال الإسرائيلي لفترات متفاوتة، ورغم الخصومات السياسية والاختلافات العميقة بينهم، توحد الثلاثة حول فكرة واحدة: خوفهم المشترك من زوال إسرائيل.

  • حقائق عن لعنة زوال إسرائيل تظهر واقعية عصيبة يواجهها البعض.
  • يستكشف الكثيرون حقائق عن لعنة زوال إسرائيل وتأثيراتها المحتملة على المنطقة.
  • يتناول الخبراء حقائق عن لعنة زوال إسرائيل وتأثيرها المحتمل على السياسة الإقليمية.
  • كيف تؤثر حقائق عن لعنة زوال إسرائيل على تحليلات السياسة الدولية؟
  • يتساءل الكثيرون عما إذا كانت حقائق عن لعنة زوال إسرائيل هي مجرد خيال أم تهديد حقيقي.
  • حقائق عن لعنة زوال إسرائيل تشكل محور النقاش في الساحة الدولية.
  • كيف يمكن فهم حقائق عن لعنة زوال إسرائيل في سياق الأمن الإقليمي؟
  • تحاول الدراسات الأخيرة فهم الأبعاد الاقتصادية لـ حقائق عن لعنة زوال إسرائيل.

حقائق عن لعنة زوال إسرائيل

أعلن باراك خشيته من أن تصاب دولة الاحتلال بما يعرف بـ”لعنة العقد الثامن“، التي تثبتها سنن التاريخ اليهودي إذا لم تعمر دولة لليهود أكثر من 80 سنة إلا في مناسبتين. أما بينت، فقد أطلق مناشدة محذرًا من خطر السقوط بسبب الانقسام بين مكونات إسرائيل، راجيًا من الإسرائيليين ألا يكونوا سببًا في انهيار دولتهم.

نبوءة زوال اسرائيل
 

أما نتنياهو، فعبر عن أمنيته العميقة بأن يكون قادرًا على مساعدة إسرائيل على أن تعمر حتى 100 سنة. ثلاثة قادة من أحزاب وتوجهات مختلفة، اكتنفهم جميعًا هاجس الزوال، وهم ليسوا وحدهم في ذلك، فحسب دراسة الباحث الإسرائيلي غادي إير، فإن معظم الإسرائيليين لديهم هذا القلق الوجودي.

تشغلهم تساؤلات حول مدى استمرار وجودهم في الشرق الأوسط، هل سيدوم طويلاً أم سيضطرون قريبًا إلى المغادرة؟ يدفعنا هذا الى التساؤل: لماذا يبشر قادة إسرائيل ومفكروها بزوال دولتهم رغم ما يبدونه من قوة وبطش؟ وهل هذه النبوءة واقعية حقًا أم أنها مجرد خرافة بلا دليل؟

موضوع نهاية إسرائيل هذا مطروح من البداية على الوجدان الإسرائيلي، أي منذ عام 1948. فالصهاينة يدرسون التاريخ جيدًا ويعرفون نهاية الممالك الصليبية، كما يعرفون نهاية كل الجيوب الاستيطانية الاستعمارية في العالم. منذ بدايات الحركة الصهيونية، مثلت دولة إسرائيل الحل الساحر لمعضلات اليهود الأبدية.

فعلى مدار تاريخهم الطويل، فشل اليهود في إقامة أي دولة مستقرة، وامتلأت وعيهم الديني والتاريخي بذكريات الشتات والتشرد. وعد قادة الصهاينة شعبهم الذي تدفق إلى فلسطين من كل حدب وصوب بوطن مشمس وآمن وأنهار تجري من تحتهم في جنة الشرق الموعودة.

لعنة زوال اسرائيل في العقد الثامن
 

ولكن هذه الأحلام اصطدمت بعقبة رئيسية: أصحاب الأرض الأصليين الذين رفضوا أن تتطهر أوروبا من إثمها على حسابهم. فقاوموا الاستعمار والاستيطان لأكثر من ثمانين عامًا، سفكت الصهاينة دماء الفلسطينيين والعرب بلا حساب. احتلوا أرضهم وهدموا منازلهم وبنوا على أنقاضها ما يصفها الغرب بالدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.

عاشت إسرائيل عقودًا مزدهرة بفعل الدعم الغربي اللامحدود وأيضًا بفضل تشرذم الأنظمة العربية. سنوات طويلة لم تخلُ من منغصات وحروب، ورغم ذلك، فإن فكرة إسرائيل ظلت مزدهرة، وبقي مستقبلها مشرقًا.

لكن مع مرور الوقت، بدأ كل شيء في التغير. غيب الموت جيل الصهاينة المؤسسين: دافيد بن غوريون، وموشيه دايان، وجولدا مائير، وإسحاق رابين، وشمعون بيريز، وغيرهم. وبدأت منظومة الحكم في إسرائيل تدخل خيوطًا في متاهات عميقة، وفي الوقت نفسه، بدأت مقاومة الفلسطينيين تشتد عودها من جديد، تحديداً مع قيام الانتفاضة الثانية التي اضطرت إسرائيل مع نهايتها إلى الخروج من قطاع غزة.

زوال الكيان الصهيوني
 

في أول واقعة انسحاب من أرض فلسطينية محتلة منذ تأسيس الكيان المحتل في الأربعينيات، والمفارقة أن ذلك حدث في عهد أرئيل شارون، آخر حاكم من جيل الصهاينة الأوائل، الذي كان يلقب بـ “ملك ملوك إسرائيل”. بعد شارون، جلس أولمرت على كرسي الحكم، لكنه لم يلبث كثيراً بعدما أطاحت به تهم الفساد والرشوة حين كان رئيسًا لبلدية القدس.

اقرأ ايضاً
تعرف على محمد صلاح الجندي المصري / هل هو من "الذئاب المنفردة" ؟

بعده جاء نتنياهو في ولايته الثانية ليسبق حكمه بأخفاء عسكري وسياسي غير مسبوق، فلم يفز بأي حرب من الحروب التي خاضها في غزة، وباد قصف المقاومة للمستوطنات ومدن الداخل المحتل في عهده عادة متكررة، رغم الدعاية الكثيفة لنظام القبة الحديدية التي أعطت وعدًا زائفًا بدولة آمنة.

نتنياهو، الذي أصبح رئيس الوزراء الأطول حكمًا في تاريخ إسرائيل، يُلقبه أنصاره بـ “رجل الأمان”. لم يحقق إنجازًا أمنيًا سوى قتل الآلاف من الفلسطينيين العزل في غزة والضفة. وحتى في السياسة الداخلية، لم يكن الحال أفضل كثيرًا.

ازالة اسرائيل من الوجود
 

فمن أجل تأمين بقائه في السلطة، تقرب نتنياهو من أعتى المتطرفين، الذين كانوا حتى الأمس أعداء لإسرائيل، حتى أنهم كانوا منفذين لاغتيال رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين، متسببين في تعميق الشروخ في المجتمع الإسرائيلي، شروخًا تحولت إلى انقسامات وتصدعات مع التعديلات القضائية التي وضعت إسرائيل على شفير حرب أهلية.

كما حذر الرئيس الإسرائيلي نفسه من أكثر من ذلك. يخشى الإسرائيليون أن زمن الإنجازات العسكرية الكبرى لدولتهم قد ولى بلا رجعة، وأن جيشهم الذي لا يقهر لم يعد قادرًا على حماية نفسه، فضلاً عن حمايتهم.

منذ اجتياح لبنان، لم تحقق إسرائيل نصرًا عسكريًا واحدًا، رغم أن كل المواجهات التي خاضتها كانت أمام خصوم يُفترض أن يكونوا أقل قوة. أخفقت دولة الاحتلال في مواجهة انتفاضتنا، ثم انسحبت مجبرة من لبنان ومن غزة، وانهزمت في حرب لبنان الثانية وعجزت عن تحقيق أي نصر في حروبها الأربع الأخيرة على غزة.

حدث ذلك بينما يشعر الإسرائيليون أنهم مطوقون من كل جانب، غزة وحماس في الجنوب، وحزب الله ولبنان في الشمال، وإيران الواقفة على أعتاب حيازة السلاح النووي في الشرق. بل إن جميع جيران إسرائيل هم أعداء لها في الحقيقة، حتى وإن وقعت معهم اتفاقيات سلام، إذ لم تعترف الشعوب بها أبدًا، وهو ما يقودنا إلى أزمة إسرائيل الكبرى الشرعية.

انتهاء و زوال الكيان الصهيوني
 

والاعتراف يُردد قادة إسرائيل ومن ورائهم شعبهم أن دولتهم غريبة عن البيئة المحيطة بهم، وما يحميها فقط هو قوة السلاح الأمريكي والغطاء الغربي. معضلة الشرعية هذه هي التي تدفع إسرائيل للسعي المحموم وراء اتفاقيات تطبيع تمنحها طمأنينة، ولكن الواقع يشير إلى أنها سرعان ما تنهار فعلياً أمام أول اختبار حقيقي، كما رأينا بعد طوفان الأقصى.

أصبحت صورة إسرائيل الحقيقية بعيدة تمامًا عن تلك التي رسمها الصهاينة الأوائل، حروب مستمرة بلا نصر، والمقاومة تشتد يوماً بعد يوم، وانقسامات عرقية ودينية وسياسية، وأزمة شرعية بلا حلا. أما نتيجة كل ذلك، فستخرج فقط.

فمنذ إعلان قيام دولة الاحتلال حتى عام 1967، أي في فترة الانتصارات الذهبية، فر أكثر من 180 ألف إسرائيلي من الأراضي المحتلة، وفي العقد الأول من الألفية، هرب أكثر من 108,400 شخص من إسرائيل، وحتى اليوم لم يتغير الوضع كثيرًا، بل لعله صار أصعب. في عام 2015، وبعد معركة العصف المأكول، فر 16,700 شخص من الأراضي المحتلة، عاد منهم 8,500 فقط، وتشير إحصائيات داخلية إلى وجود 800 ألف فرد يحملون جوازات سفر إسرائيلية يقيمون في الخارج ولا يرغبون في العودة إلى إسرائيل. أما إخوانهم، فتتراكم ملفاتهم بسفارات أوروبا وأمريكا في تل أبيب، حالمين بجواز سفر أبيض لليوم الأسود.

خاصة بعد أن رأوا أشباح مخاوفهم ماثلة أمامهم أثر نزوح الآلاف من المستوطنين من غلاف غزة بعد عملية طوفان الأقصى. بعد أن كان النزوح حكراً على الفلسطينيين لعقود طويلة، رحل هؤلاء المستوطنون تاركين وراءهم أراضي اغتصبوها وشواهد على احتلال كان هنا حتى زمن قريب ومستوطنات خاوية على عروشها تهمس في أذن الجميع، لقد كان مشروعاً استيطانياً فهوى بلا رجعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى