الحرب الداخلية في السويد/ إياد خفية في تركيا وصلت أوبسالا السويدية مرتكبة جرائم قتل وتفجيرات وتهديدات. أكبر عصابات السويد انقسمت واشتعلت بين أفرادها خلاف يهدد بحرق السويد كلها.
ماهي قصة الحرب الداخلية في السويد؟
بدأت قصة الحرب الداخلية في السويد بمقتل والدة أحد أكبر زعماء العصابة، ولا أحد يعلم كيف تنتهي. ما قصة العصابة التي يديرها زعماؤها من خارج حدود أوروبا؟ ومن هو الثعلب الكردي الذي ترفض تركيا تسليمه للسويد؟ وكيف تحولت العصابة الكبرى إلى عصابتين؟ لا تنام الشرطة السويدية بسببهما. لنتابع القصة كاملة في هذه المقالة.
جريمة أوبسالا، السابع من سبتمبر 2023
يعتقد الكثير أن مقتل سيدة ستينية في مدينة أوبسالا السويدية سيشعل نار الحرب الداخلية في السويد. السيدة هي والدة أحد أكبر زعماء عصابة الثعلب الكردي، الذي انقلب مؤخرا على العصابة وأسس فرعًا منفصلًا عنها.
وقد تم استئجار شابين مراهقين من أصحاب الديون لقتلها بإطلاق الرصاص في منزلها. لاحقًا، ألقت الشرطة السويدية القبض على الفاعلين. لكن الأمور لم تتوقف هنا، بل تم اختطاف شخص من العصابة نفسها وتعريضه للضرب والعنف، مما اعتبر بمثابة إعلان حرب على الأراضي السويدية أو بداية الحرب الداخلية في السويد.
استنفرت السلطات في جميع أنحاء البلاد، ورغم أنها صدمت السويد، إلا أن الجريمة لم تكن الأولى أو الأخيرة أو حتى الأعنف. فقد تبعتها انفجارات متفرقة استهدفت منازل سكنية في ستوكهولم ومناطق أخرى تعود ملكيتها لأفراد في العصابة سواء المنشقين عنها أو ممن ما زالوا فيها لتكتمل لغز الحرب الداخلية في السويد.
لمنع بداية الحرب الداخلية في السويد، كما ألقت الشرطة السويدية القبض على مراهق يحمل عبوة ناسفة كان بصدد تفجيرها. و كل هذا يشير الى أننا على أبواب الحرب الداخلية في السويد.
وقبل أشهر من جريمة القتل و بداية الحديث عن الحرب الداخلية في السويد، وقعت انفجارات في مناطق متفرقة من ستوكهولم. احدهما استهدف منزلا في منطقة هيسلبي، يسكنه أقارب مغني راب عرف بدعمه للثعلب الكردي عبر أغانيه. تسبب الانفجار في أضرار مادية كبيرة وإصابة شخص بجروح مختلفة.
الانفجار الثاني استهدف مبنى سكنيا في منطقة سكاربنيك جنوب ستوكهولم، وأسفر عن نشوب حريق في المبنى. فيما في التاسع عشر من سبتمبر، تم هجوم على أحد البيوت في منطقة هاندون جنوب ستوكهولم، حيث استهدف مسلحون باب الشقة بنحو عشرين رصاصة دون وقوع إصابات.
كشفت التحقيقات أن الشاب الذي يسكن الشقة يشتبه بارتباطه بعصابة فوكسرات التي يتزعمها الثعلب الكردي. فهل نشهد بداية فصل جديد من فصول الصراع القائم بين العصابات الإجرامية في العاصمة السويدية؟ وبعد صراع عصابة الثعلب الكردي وعصابة اليوناني، كيف سيكون صراع أفراد العصابة الواحدة فيما بينهم؟ و هل هذا الصراع سيؤدي الى الحرب الداخلية في السويد؟
الولادة من الخاصرة. رغم الصيت الشائع عن السويد بأنها مملكة الأمان والأمان والسلام، إلا أن هذا الوجه بدأ يتغير شيئا فشيئا.
بدأت تظهر للعلن أوجه جديدة أو بالأحرى متجددة للسويد. تشوبها العنف. وفي قلب العنف المتزايد توجد شبكتان إجراميتان تعتبران أبرز وجوه الصراع والعنف داخل البلاد، هما عصابة فوكسرات وعصابة دالين. المسؤولتان عن العنف في البلاد رغم أن زعيميهما يقيمان خارج السويد. لكنهما يحاربان بعضهما والسويديين على الأرض السويدية.
عصابة فوكسروت يتزعمها الكردي ذو الأصول العراقية رفا مجيد الملقب بالثعلب الكردي. الذي غادر السويد للمرة الأخيرة عام الفين وثمانية عشر. ولم يعد إليها بعد ذلك. حيث كان يعيش بداية في كردستان العراق. ثم انتقل منها إلى تركيا واخذ جنسيتها واستقر فيها الى اليوم. وترفض السلطات التركية تسليمه للسويد رغم كل الاحكام الصادرة ضده.
اذ انه مدان غيابيا بتهم وجرائم متفاوتة من تجارة الممنوع والقتل والتحريض على القتل والاختطاف والسرقة وغيرها. أما العصابة المنافسة التي تشعل الأوضاع في السويد فهي شبكة الدهلين التي يتزعمها ميكائيل تنزاس الملقب باليوناني. والذي لا يعرف مكانه على وجه التحديد.
الا أنه يرجح أنه يعيش في المكسيك. وهو مدان أيضًا بتهم تهريب الممنوعات وجرائم غسيل الأموال الخطيرة والقيادة غير القانونية والتعدي على ممتلكات الآخرين. الصراع الدائر بين العصابتين عنوانه السيطرة على عالم الجريمة في البلاد، تحديدًا مجال الاتجار بالممنوعات في سانت سفال وستوكهولم.
ولطالما وقعت بين أفرادها اقتتالات وأعمال هجومية وانتقامية لا تعد ولا تحصى. أدخلت المناطق السويدية التي ينشطون فيها في دوامة دموية من العنف. ويستخدم هؤلاء نفس الأساليب بتجنيد الشباب، الذين يتساهل القانون السويدي في معاملتهم إذا ما وقعوا بيد الأمن.
فيصطاد قادة العصابتين المراهقين، خاصة منهم المحتاجين للمال والغارقين بالديون، فيغرونهم بالأموال ويجعلونهم قنابل موقوتة وقتلة متسلسلين جاهزين لتنفيذ أي مهمة. وبينما كان السويديون يعتقدون أنهم في مواجهة هاتين العصابتين فقط، شرخ كبير في عصابة الثعلب الكردي ليولد من خاصرتها عصابة جديدة أشعلت الوضع أكثر.
أدى خلاف بين مجيد ويده اليمنى إسماعيل عبده إلى انشقاق الأخير عن زعيمه وتشكيل عصابة معارضة له. بدأ الاقتتال بينهم بالتفاقم حتى أدى قبل أيام إلى مقتل والدة إسماعيل عبده على يد أصدقائه ورفاق دربه الإجراميين سابقًا. وهي المرأة الستينية التي ضجت أوبسالا قتلها قبل أيام.
مما يؤكد أن الانقسام داخل عصابة الثعلب الكردي وصل لمستويات عالية وينذر بموجة وحشية من العنف في السويد وخارجها. بدأت نتائجها تظهر فعلا بأحداث القتل والتفجيرات المتتالية في البلاد منذ ذلك الوقت. بينما ترجع
الأخبار المتعلقة بالعصابة أسباب اشتعال الخلاف إلى حدثين وقعا في أوائل سبتمبر الفين وثلاثة في اسطنبول بتركيا. حيث يقال إن أحد رجال إسماعيل عبده تعرض للضرب هناك، وكان الرد باطلاق النار على منزل مرتبط بقريب لرافا مجيد.
ومنذ ذلك الوقت، اشتعلت شرارة الأعمال الانتقامية من تركيا وانتقلت نارها إلى مدن معينة في السويد، منها ونور شوبينج. بعيدًا عن حرب العصابة الدائرة في المملكة، التي بات اسم الثعلب الكردي الأسماء المتداولة بسببها على شبكات الأخبار السويدية. توجه اتحاد الجمعيات الكردستانية في السويد بطلب رسمي إلى وسائل الإعلام السويدية بالتوقف عن استخدام لقب الثعلب الكردي بالنشرات الإخبارية.
صرح رئيس الاتحاد بأن استخدام هذا اللقب للتعريف بزعيم عصابة إجرامية بات يؤثر على سمعة جميع الأكراد في البلاد. وباتت له عواقب وخيمة يتعرض بها الشباب الكرد بالسويد إلى مضايقات. كما أنه يساعد في إثارة الغضب بين الجالية الكردية في السويد. فكيف ستنطفئ نار الأجرام المشتعلة في بلد الأمن والأمان؟