قائمة الدول الست المتأرجحة/ هل صراع الأقطاب سينتهي؟
قبل بداية الحديث عن الدول الست المتأرجحة دعنا نذكر أن في احدى المقولات المنسوبة للشاعر الكردي غمكين كردستاني يقول الرجل الفرص لا تأتي اليك دوما. ولكن اذا اتت اليك فاحسن استغلالها والا استغلك الاخرون ابشع استغلال. ونحن هنا يا صديقي كي نحدثك عن الفرصة وعمن يجب عليه استغلالها وعن الاخرين.
في هذه المقالة الجديدة نحكي قصة الدول الست المتأرجحة او الوسطى كما اسمى الفورين بوليسي الامريكية وهذه الدول الست المتأرجحة شاءت الاقدار والاحداث السياسية والجيوسياسية ان تكون بغالبها من المسلمين. حيث قالت الصحيفة ان مصير العالم وحسم الصراع فيه وعلى قمته هو رهن بمواقف هذه الدول. وسمت ستا من هذه الدول الست المتأرجحة منها ثلاثة بلدان اسلامية كبرى.
ما هو مواقف هذه الدول الست المتأرجحة والى اين ستميل؟
يكون له الفضل الكبير بان ينتصر قطب على اخر. وهذا يعني ان بامكان هذه الدول الست المتأرجحة المساومة والمناورة وتحقيق ما تريد. مايشبه الفرصة التي مشت على اقدامها وجاءت لهؤلاء القوم المنتظرين منذ سنين. وكي لا نطيل عليك بالتقديم او التمهيد.
في هذه المقالة سنأخذك برحلة في التاريخ والجغرافيا واروقة السياسة ومراكز التحليل قبل أن نسمي لك هذه الدول الست المتأرجحة. وسنضمن لك الفائدة والمتعة ونأمل ان نغرس في قلب بعض الامل. والبداية من التاريخ. ولن نغوص فيه كثيرا وطويلا. لكن لابد لنا من الاستناد اليه. ففيه العبرة والحكمة والكثير مما قد يفيد.
ويقال ان كل شيء في هذا العالم منذ نشأته وحتى الفناء قام على الصراع. هكذا بدأت الحياة. وهكذا تطورت. وعلى هذا ستنتهي. وفي السياسة يعد الصراع المحرك تماما كما في الاقتصاد والامور الاجتماعية وحتى الحياة الزوجية وباقي مناحي الحياة. لكن نحن هنا سنركز حديثنا على الصراع في عالم السياسة حول الدول الست المتأرجحة.
- صراع الامبراطوريات
وبالتبعية سيكون الحديث يشمل كافة المجالات لا فقط الدول الست المتأرجحة. وهذا العالم الذي نعيشه منذ عرفه الانسان الحديث وهو يقوم في سياسته على الصراع والاستقطاب. ومهما غصت بالتاريخ ستجد في العالم اقطابا يشتعل فيها الصراع. ويكفي ذكر الفرس والروم في قديم الزمان كي تقترب في ذهنك ولكن مع تنويه صغير هنا سنستعين به بايات من الذكر الحكيم. بقوله تعالى في سورة الروم من الاية الثانية وحتى الاية الخامسة.
حيث تشير الاية بوضوح الى صراع الفرس والروم في قديم الزمان. حيث كانت لايران إمبراطورية أكبر و أعظم من أي أمبراطورية أخرى شهدته أسيا وتوضح ان المسلمين كانوا في المنتصف من هذا الصراع. وهنا يبشر الله تعالى المؤمنين بانهم
سيفرحون بنصر طرف على اخر لما فيه من التقاء مصالح. ما يعني ان الصراع الذي تدور رحاه الان بين اقطاب العالم الكبرى ليس بالجديد و على هذه الدول الست المتأرجحة أن تتوخي الحذر.
قائمة الدول الست المتأرجحة ليست الاولى في نوعها
كما ان ادارة اللعبة والميل لطرف على حساب اخر ليس بالامر الجديد ايضا و في التاريخ نجد أكثرمن الدول الست المتأرجحة. نكمل برحلة التاريخ كي نفهم اكثر. لكن سنبدأه هذه المرة من التاريخ المعاصر والحديث. حيث وبعد انهيار القطبين القديمين للعالم اي بريطانيا وفرنسا.
وذلك بعد حربين عالميتين منهكتين للكبير قبل الصغير. صعد لقمة الارض قطبان جديدان قسم العالم الى شرقي وغربي. اشتراكي ورأسمالين. شيوعي وليبرالي. وتقسيمات اخرى عديدة. وهذان القطبان هما الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية. بلدان تنافسا حتى في من يقتحم الفضاء اولا.
وتنافسهما هذا والصراع الذي نشأ بينهما خلقا جمهورا واسعا من المتفرجين. وهؤلاء المتفرجون قرروا ان يجتمعوا ويبعدوا انفسهم عن اللهي بهذا الصراع. فيما اسموه دول عدم الانحياز ولذا نقول أن الدول الست المتأرجحة ليست الاولى في نوعها. وهذا تكتل سياسي كان للعرب فيه باع وذراع. حيث كانت عرابته خمسينيات القرن الماضي حين قام كل من مصر زمن جمال عبدالناصر والهند زمن جواهر لعلنيرو ويوغوسلافيا حين كانت تحت حكم جنرالها القوي جوزيه بروستيتو.
ومعهم دول اخرى عديدة من العالم كانت تسعى ان دنا بنفسها عن الصراع القائم. لكنها بالنسبة للمتصارعين كانت هدفا. وكان كل طرف يسعى لاستقطاب لعلمه ان وجودها في صفه يعني ترجيح كفته في الصراع مع الاخر. وهذا ما جرى فعلا. وقبل ان نخبرك كيف؟سنمر سريعا على ذكر المعسكرين المتصارعين.
- الشرقي تحت زعامة الاتحاد السوفيتي والذي انتظم فيما يعرف بحلف وارسو و عددهم أكثر من الدول الست المتأرجحة بكثير.
- والغربي تحت قيادة امريكا والذي تجمع فيما يعرف بحلف الناتو. وكلا الحلفين سياسي وعسكري. ولم يكن يقل احدهما قوة عن الاخر. فكلاهما معزز بالاسلحة النووية المدمرة والجيوش المتعطشة للقتال.
يمنع استخدام القوة العسكرية منعا باتا!
لذا لم يكن طرف يجرؤ على حسم صراعه مع الطرف الاخر بالقوة العسكرية والمواجهة المباشرة. بل ظل الطرفان يتحاربان بعيدا كما جرى في الحرب الكورية او حرب فيتنام. وصار التركيز لتوجيه الضربة القاضية احدهما للاخر في سياسة يمكن تسميتها بسياسة البساط. والقائمة على فكرة بسيطة جدا ومعقدة بذات الوقت.
وهي التقليل من نفوذ الاخر واضعاف جبهته و تقريبا للاذهان من اخراج الدول مثل الدول الست المتأرجحة من جبهاتهم. وسنشرح ذلك بمثال. حيث كانت الصين في اوج صراع الامريكيين والسوفيات دولة تتلمس طريقها نحو الصعود وتنينا لكن لا ينفث النيران. وبحكم ميول الصين الشيوعية كان الغرب والامريكيون قلقين من انحیاز الصين كليا لموسكو. لذا لاستقطابها واخذوا بيد اقتصادها وجعلوها مصنعا كبيرا لهم.
وبهذا ضمنوا تحييدها لكي ينفردوا بمقارعة السوفيات. ودون وجود قوة كبرى معهم كالصين. وكذلك فعلوا مع دول اخرى كان من بينها مصر التي تبدلت من الاشتراكية زمن عبدالناصر وارتدت الثوب الغربي زمن الرئيس انور السادات. وعديد الدول التي عملت واشنطن على جرها من معسكر الشرقيين نحو عسكرها.
- نهاية الحرب الباردة
لضمان اضعاف الجبهة السوفياتية قبل ان يوجهوا له الضربة القاضية. وينهار كليا مطلع تسعينيات القرن الماضي. وكان سبب انهياره ليس الحرب ولا ضربة امريكية عسكرية. بل ما يمكن تسميته بسياسة التخلي. حيث دول عديدة تخلت عن السوفيات كان من بينها جمهورية الاتحاد السوفياتي نفسه. والتي دقت مسمار نعشه الاخير. و تسعى أمريكا أن تفعلها الان باستخدام الدول الست المتأرجحة.
بدءا الثورات ضد الانظمة في دول حلف وارسو وصولا لقيادة جمهورية الاتحاد الذين قفزوا من مركب موسكو الغارق. اذا بنظرة مجردة يمكن القول ان دول المنتصف او الدول الوسطى او دول عدم الانحياز أو مثل الان الدول الست المتأرجحة، وموقفها كان لها الاثر الكبير لم يكن الاكبر على حسم الصراع. وهذا عن التاريخ يا صديقي. اما عن الحاضر فالامر لا يختلف كثيرا.
لاعبين جدد يدخلون الساحة
وما قد يبدو فارق هو تبدل بعض الاسماء ودخول لاعبين جدد على الساحة مثل الدول الست المتأرجحة. وايضا هنا سنأخذك معنا برحلة في الجغرافيا السياسية او الجيوسياسية او خارطة العالم السياسية. كي تكون صورة عن المشهد. انهار المعسكر السوفيتي الى الابد وظل المعسكر الغربي قائما. لكن لان العالم لا يقوم على قدم واحدة كان لابد من قطب جديد يصعد وينافس بل ويسعى وفعلا قام ونشأ قطب جديد فيه من عبق الماضي.
وقف ويقف على رأسه الان عملاق اشتد عوده. وكتم في صدره النيران. والحديث هنا عن الصين. الدولة التي وجدت ان من واجبها حفظ التوازن في العالم ومقارعة من تسيد الكرة الارضية طويلا اي الامريكيون. واعادت احياء المعسكر الذي مات لكن بافكار وذهن ورأس جديد. ان يكون السوفيات على رأسه اصبحت الصين.
والتي بالنظر في احصائياتها سنجدها الثانية خلف الولايات المتحدة في كل شيء. اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وفي كثير من مناحي الحياة. تماما كما كان السوفيات خلف امريكا ايضا بكل شيء. ما يعني القدرة على المنافسة والطموح للتسيد. ولان
بكين لا تدار بعشوائية. تعلمت دروس الماضي وحصنت نفسه وامتلكت الادوات. وانتظرت اللحظة المناسبة لاعلان الحرب.
- مرة أخرى؛ الحرب الباردة قد بدأ للتو
ليس الحرب المباشرة مع الغرب بقدر ما هي معركة تكسير العظم. تماما كما كان يجري زمن الصراع القديم. وصحيح انها رسميا لا تملك او لم تنظم حلفا عسكريا لمقارعة حلف الغربيين العسكري اي الناتو لكنها اسست لذلك لكن بطريقة غير مباشرة. فحتى الاطفال الذين يدرسون علوم السياسة ان الصين تمتلك محورا وحلفاء موثوقين.
وهؤلاء ما يمكن تسميتهم حلف الشرق الجديد. وسنذكرهم لك بالتأكيد. فعلى رأسهم روسيا البوتينية وريثة اتحاد السوفياتيين. وصحيح ان الروس لهم طموحهم الشخصي بان يعودوا هم للقمة. لكن عودهم لم يشتد بعد خاصة اقتصاديا. لذا يمكن القول انهم تساهلوا بتسليم قيادة المحور الجديد لبيكين.
ومثل الروس تأتي ايران الدولة التي لعبت باوراق موسكو وبكين للالتفاف من نيران عقوبات الغربيين. فهي لا تدين بالولاء كليا لهما ولكنها تلعب في هذا الدوار ببراعة لا مثال لها.
و كوريا الشمالية الدولة المتمردة والتي سعى الغرب لخنقها. لكن كلا من الصين وروسيا صارتا لها رئتين كي تتنفسا وتبقى على قيد الحياة. وهي متحمسة كل الحماس لرد الدين للدب والتنين. وعلى اتم الاستعداد للقتال في اي حرب معهما ومن اجلهما.
وبالتبعية لهذه الدول. يمكن القول ان دولا اخرى تدخل في الحلف هذا كفنزويلا من ارض اللاتينيين. وبلاروسيا من قارة الاوروبيين وسوريا من بلاد العرب الاسيويين.
- قدرات ايران العسكرية تساعد حلف الشرق
ومعهم محور بات يعرف حديثا بمحور الايرانيين. وهو عبارة عن انظمة مسلحة تحكم قبضتها على كل من ولبنان واليمن. كما من وسط اسيا عدة دول تدين بالتبعية لموسكو هي دول يعرفها العالم الان باسم دول وسط اسيا. وتنتظم مع روسيا بحلف تجمعه اتفاقية امنية. اذا هو حلف ليس ببسيط او قليل. ويكفي ان الصين وروسيا فيه وعلى رأسه كي تعلم حجم قوته العسكرية والاقتصادية.
حلف واشنطن
ومثل هذا الحلف هنالك الحلف الاخر الذي تتزعمه واشنطن. وهو الحلف الذي يمتلك الكثير سياسيا واقتصاديا وعسكريا. وفيه تتكتل امريكا رفقة كندا ومعهما قارة أوروبا بغالبها. وفيه ايضا من بعيد استراليا. ناهيك عن اليابان وكوريا الجنوبية. حلف كبير وممتد ويتوسع باستمرار ويخيف الجميع.
وعلى هذا يا صديقي ينقسم العالم الان. صراع بين قطبين. على رأسها المتمرس بخوض الصراعات اي الولايات المتحدة الامريكية والاخر على رأسه الصين وقل ان معها روسيا. وهذا الانقسام بدا واضحا مؤخرا بعد ان اندلعت حرب بين دولتين تنتمي كل منهما لمحور من المحورين. والحديث عن روسيا واوكرانيا وكيلة الغربيين. وكما هو التاريخ دوما فيه الفائدة والعبرة جراء هذه الحرب وبروز القطبين.
ان ما يمكن تسميته تكتل ثالث لا ينتمي لهذا الطرف او ذاك بزغ للواجهة ليصبح ما يمكن تسميته برمانة القبان. اي ان ميل هذه الكتلة الجديدة لاحد الطرفين قد يرجح كفة احد القطبين على الاخر. وهنا سنعود بك الى تقرير الفورين بوليسي الامريكية. التي قالت في عنوان تقريرها المنشور في السادس من يونيو حزيران للعام الفين وثلاثة وعشرين ان الدول الست المتأرجحة ستحسم الصراع المستقبلي بين القطبين الحاليين.
وركزت الصحيفة على ذكر امريكا والصين كعرابي القطبين المتصارعين. كما عادت في متن التقرير لاطلاق تسمية اخرى على هذه الدول الست المتأرجحة واسمتها القوى الوسطى. وسبب تسميتها بالوسطى لانها دول نامية وقوية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا.
ولكنها اقل قوة من القوتين العظيمتين حاليا اي والصين. وبذات الوقت هم يتفوقون على عديد دول العالم بالقوة اي انهم في المنتصف. وهؤلاء ان مالوا لطرف على حساب اخر فهذا يعني الكثير. وقبل ان نحدثك عن موقفهم وقرارهم بالانحياز من عدمه.
دعنا نسمي لك هذه الدول الست المتأرجحة بحسب ما ذكرت الصحيفة. وهذه الدول هي الهند والبرازيل وجنوب افريقيا واندونيسيا وتركيا والسعودية. يوجد احد غيرهم. وبحسب المعهد الامريكي فان هذه الدول الست المتأرجحة ليست على توافق تام مع احد الطرفين. او هكذا اصبحوا حديثا. وسريعا سنحدثكم عن هذه الدول كل على حدة.
- 1.الهند
وسنبدأ من الهند. اكبر بلد حديثا من حيث عدد السكان. وسادس اكبر اقتصاد على وجه الارض ورابع اقوى الجيوش في العالم. وهذه البلاد لا يمكن قول انها منغمسة في حلف على حساب اخر. فهي منفتحة كل الانفتاح على الغربيين. لكنها بذات الوقت وان كانت تعادي الصين وتنافسها الا انها صديقة لروسيا رأس محور الشرق الاخر.ما يعني انها بين هذا وذاك.
- 2.البرازيل
اما البلد الاخر فهو البرازيل. الدولة التي تحتل االمرتبة الثانية عشر عالميا من حيث الاقتصاد. وذات المرتبة من حيث القوة العسكرية. وهي وعلى الرغم من كونها تحت رئاسة الرئيس العمالي لولادا سيلفا تميل للصين وروسيا. الا انها غير منفصلة عن الغرب وامريكا. بل هي بحاجة لهم لدعم اقتصادها النامي. لذا تتأرجح بين هذا الطرف وذاك.
- 3.جنوب أفريقيا
والبلد الثالث في القائمة هي جنوب افريقيا. وهي قد تبدو الاضعف في قائمة الدول الست هذه. حيث اقتصادها يعد الثاني في افريقيا خلف نيجيريا. كما انها تحتل الثالثة والثلاثين من حيث القوة العسكرية في العالم. لكن وجودها في هذه القائمة ياتي لكونها دولة نامية واقتصادها مرشح بان يكون الاضخم في افريقيا قريبا. خاصة وان نيجيريا تتفوق عليها فقط لامتلاكها البترول.
ثم ان قوتها العسكرية تتضاعف هي الاخرى. وايضا تتواجد بين قائمة الدول الست المتنامية لاعتبارات سياسية. اهمها انها دولة ثقل سياسي في القارة السمراء. وتتمتع باستقلالية كبيرة. كما ان في فلكها تدور دول عديدة من افريقيا وتسير معها بذات الركب. وهي بالاضافة الى ذلك دولة منفتحة على الغرب والشرق. لذا هي غير محسوبة على هذا الطرف او ذاك.
- 4.اندونيسيا
اما عن الدولة الرابعة في قائمة الدول الست المتأرجحة فهي اندونيسيا. كبرى البلدان الاسلامية من حيث عدد السكان. وتحتل المرتبة السادسة عشر عالميا من قوة الاقتصاد. والمرتبة الثالثة عشر عالميا من حيث القوة العسكرية. اي انها دولة كبرى. كما لم تحسم موقفها من الصراع الدائر حاليا بين قطبي العالم الان. وما زالت تقف في المنتصف بين واشنطن من جهة وبكينا وموسكو من جهة اخرى.
- 5.تركيا
وعن البلد الخامس في القائمة وهي تركيا. البلد الذي يحتل المرتبة التاسعة عشر اقتصاديا في العالم. كما تحتل الحادية عشر من حيث القوة العسكرية. وهي وعلى الرغم من كونها عضوا في حلف الناتو و تتحالف مع اسرائيل الا انها صديقة لموسكو ومنفتحة على الصين. وظلت طوال سنوات الصراع الدائر بين الشرق والغرب تقف في المنتصف.
- 6.السعودية
وعن البلد السادس في قائمة الدول الست المتأرجحة فهي الدولة العربية الوحيدة في القائمة. وهي المملكة العربية السعودية. الدولة التي تحتل المرتبة الثامنة عشر من حيث قوة الاقتصاد والمرتبة الثانية والعشرين من حيث قوة الجيوش. هذا بالاضافة الى رمزيتها العربية كاكبر الدول العربية اقتصاديا.
اضافة الى رمزيتها الدينية للمسلمين كافة لاحتضانها اقدس مقدسات المسلمين. الحرمين الشريفين في مكة المكرمة
والمدينة المنورة. وهي وان كانت حليفا موثوقا قديما لامريكا والغرب. لكنها ومنذ وصول الملك سلمان للحكم رفقة نجله الامير محمد سلمان بدأت بالانحياز نحو الشرق حيث بكين تحديدا وموسكو.
و بعد خوضها حروب مدمرة ضد بعض الدول المسلمة الجارة لها بدأ نجمها بالأفول و في هذه النقطة تحديدا و حينما بدأت الدول تنزجر من مواقفها السلبية و خاصا حربها مع اليمن التي ارتكبت فيها أبشع الجنايات ضد الناس، و بعد قتل الامير بن سلمان خاشقجي في تركيا أو عقوباتها ضد القطر، بدأت المملكة العربية ترتب أوراقها من جديد.
ما جعلها تقف في المنتصف بين كلا المحورين. فهي وفي عز الحرب الغربية وعقوباتهم على روسيا تجتمع مع موسكو في منظمة اوبك بلاس لتقرر معها حاجة السوق من النفط واسعاره. ما يجعلها ليست منغمسة كليا مع هذا الطرف او ذاك. ولهذه الاعتبارات جميعها اصبحت احدى الدول الست المتأرجحة.
القبان كما ذكرنا. وهي من قد يحسم انحيازها لطرف على حساب اخر مسألة الصراع بينهما. وهي حتى الان تدير لعبتها بذكاء ولم تنغمس في اي من المحورين المتصارعين. بل انهم يلعبون ما يشبه لعبة المشي على الحبال بين كل من القطبين. وتارة يتقدمون خطوة للشرق وتارة اخرى نحو الغرب. والحقيقة ان لا احد يعلم اذا ما سيقومون بالانحياز كليا لأي جهة.
- تارة معنا و تارة معهم!
لكن وفق ما ذكره معهد دجرمان مارشيلفاند الامريكي فان هذه الدول الست المتأرجحة قد تجدهم في قضية معينة يقفون مع الغرب وفي قضية اخرى يقفون مع الشرق. وذلك وفق ما تقتضيه مصلحة اي من هذه الدول الست المتنامية. لكن ولكن هذه هي ما افتتحنا بها حديثنا عن الفرصة التاريخية للعرب والمسلمين.
حيث ولاول مرة تخرج اسلامية وعربية الى سطح العالم في العصر الحديث. ولاول مرة يصبح لها ثقلها السياسي والعسكري والاقتصادي. فثلاثة من هذه القوى المتوسطة هي دول اسلامية. وتكتلها معا او قرارها بالانحياز لطرف على حساب اخر من اقطاب العالم الكبيرة يعني ترجيح كفته بلا شك على الاخر. وهذا يجعل جميع الكبار يسعون لخطب ودها.
- الاسلام قبلة السياسة العالمية
وربما شاهد كيف ومنذ اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية تحولت الرياض الى قبلة سياسية حج اليها كل من قادة الصين وامريكا. وليست الرياض وحدها. بل الدول الست المتأرجحة جميعها الا تركيا التي قامت بدعم كييف في معرض المنافسة من الكبار على من يخطف احداها لتصبح في صفه.
ولكم ان تتخيلوا مقدار المساومة التي يمكن لاحدى هذه الدول الست المتأرجحة ان تقوم بها مع الدول الكبرى لتحصيل مكاسب تعود عليها بالنفع في قضايا وتحديدا تلك المتعلقة بالمسلمين. والتي ما زالت عالقة في اروقة السياسة الدولية وعلى رأسها قضية فلسطين على سبيل المثال وربما قضايا اخرى.
و قبل ان تقول مثلا السعودية خانت قضية فلسطين في فلان يوم أو أيدها و تركيا ملطختان بدماء المسلمين دعنا نقول أن لكليهما الان فرصة جديدة لتصحيح مسارهما السياسي تجاه المسلمين و للمسلمين.
وسنضربمثالا للتوضيح. حيث ومنذ اشتد صراع الاقطاب لم تخرج اخبار من الصين عن حملات جديدة تشن ضد الايجور. وذلك لكون بكين تعي انها في صراع كبير مع الغرب لا ترغب بخسارة الدول الاسلامية فيه. الدول الثلاث الكبرى التي ذكرناها. وهذا مثال فقط يمكن القياس عليه في قضايا اخرى كثيرة وعديدة مثل قضية اليمن. فالفرصة قائمة حاليا كما لم تكن من قبل. لكن لمن اراد.
ونحن كتبنا لكم هذه المقالة فقط. لكي نشرح لكم كيف ان الفرصة تواجدت لاول مرة وكيف لها ان تحدث الفارق الكبير في حال توفرت الارادة لذلك. وكما افتتحنا عملنا هذا للشاعر الكردي كردستاني سنختم بقول اخر له يقول فيه ان قوة الارادة والعزيمة وحسن التخطيط والتدبير يحقق الاهداف ويثلج الصدور.